فرنسا وأميركا.. توافقٌ رغم التكاليف

فرنسا وأميركا.. توافقٌ رغم التكاليف

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on pinterest
Share on email
Share on whatsapp

فرنسا وأميركا.. توافقٌ رغم التكاليف

🟢 #فرنسا #وأميركا #توافق #رغم #التكاليف


فرنسا وأميركا.. توافقٌ رغم التكاليف



فرنسا وأميركا.. توافقٌ رغم التكاليف

أقام الرئيس الأميركي جو بايدن أولَ مأدبة عشاء رسمية، منذ تنصيب إدارته، في البيت الأبيض في الأول من ديسمبر الجاري. ضيف الشرف كان هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وكان العشاء بمثابة الحدث الأكثر فخامةً وبذخاً في العاصمة واشنطن منذ عام 2019، وقد دُعي إليه 300 ضيف.
وكانت هناك أسباب وجيهة لهذا العشاء، فعلاقة ماكرون مع الولايات المتحدة خلال الآونة الأخيرة كانت مضطربة، وفي بعض الأحيان عاصفة. والفترة الأصعب في العلاقات الثنائية جاءت قبل عام على خلفية التخلي عن صفقة غواصات فرنسية مع أستراليا. وكانت فرنسا قد وافقت في عام 2016 على تزويد أستراليا بأسطول جديد من الغواصات الهجومية التي تعمل بالطاقة التقليدية، بقيمة إجمالية تناهز 66 مليار دولار. لكن في الأثناء، وبدون علم فرنسا، اتفقت أستراليا مع الولايات المتحدة وبريطانيا على شراء غواصات منهما أكثر كفاءة وفعالية وتعمل بالطاقة النووية. وحينما اكتشفت فرنسا وجود الصفقة الجديدة، ثارت حفيظة ماكرون ومؤسسة الدفاع الفرنسية واتهما الولايات المتحدة والآخرين بـ«الخيانة». وفي غضون ذلك، اضطر بايدن للاعتراف بأن طريقة التعاطي مع الصفقة كانت «خرقاء». 
الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي الفرنسي للمستوطنات الأميركية خلال حرب الاستقلال الأميركية بين عامي 1775 و1783 كان عاملاً حاسماً أدى إلى انتصار الولايات المتحدة الجديدة على بريطانيا العظمى في النهاية. وباعتبارها حليفتها الأقدم، ظلت فرنسا تحظى بتقدير الحكومات الأميركية المتعاقبة. وبالمقابل، كان الدور الأميركي في الحربين العالميتين أساسياً وحاسماً لبقاء فرنسا. وينطبق هذا بشكل خاص على مرحلة ما بعد 1945 حين بدت أوروبا نفسُها على وشك السقوط في الشيوعية وخضوع القارة لهيمنة جوزيف ستالين والاتحاد السوفييتي. وفضلاً عن ذلك، فإن المساعدة الأميركية السرية أعانت فرنسا على أن تصبح رابعَ دولة ممتلكة للسلاح النووي في العالم خلال ستينيات القرن العشرين.
وخلال الشهور الأخيرة، أبرزت حربُ أوكرانيا الدور المهم الذي تلعبه فرنسا في الأمن الغربي، لا سيما في أعقاب انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتقاعد أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية القوية السابقة. ماكرون اغتنم هذه اللحظة من أجل تعزيز النفوذ الفرنسي في أوروبا وخارجها، حيث بذل جهوداً حثيثة قبل انطلاق الحرب الروسية في أوكرانيا يوم الـ24 من فبراير 2022 وبعده، سعياً وراء حوار مع الجانب الروسي، وذلك من أجل تفادي تفادي وقوع الحرب في البداية، ثم من أجل احتوائها لاحقاً. غير أن جهود ماكرون الحماسية على نحو مبالغ فيه للحوار مع موسكو لم يُنظر إليها بعين الرضا من قبل القادة الأميركيين والأوروبيين الآخرين، ولم تحقق لقاءاته مع الجانب الروسي أي شيء. ومنذ ذلك الحين، فاز ماكرون بإعادة الانتخاب، وهو الآن يشعر بأمان وارتياح أكبر في ولايته الثانية كرئيس. 
وعلى الرغم من أن روسيا لم تستطع تحقيق آمالها الأولى بإحراز نصر سريع وواسع في أوكرانيا، فإن استمرارها في العملية العسكرية أدى إلى اتفاق أكبر بين القادة الغربيين على أن الحرب لن تضع أوزارها قريباً، وعلى أن أوكرانيا يجب أن تُمنح مزيداً من الدعم العسكري والاقتصادي. ومن المؤكد في هذا الخصوص أن التعاون بين الحلفاء الغربيين يكتسي أهميةً أكبر مع حلول الشتاء واستمرار مشكلات مثل نقص إمدادات الطاقة وارتفاع التضخم والبطالة.. في التخييم على المشهد السياسي. 
وفي هذا السياق، سيتعين على ماكرون استغلال منصبه وتجربته لإقناع ألمانيا وإيطاليا بأن أي انقسامات جوهرية داخل أوروبا حول أوكرانيا ستكون مضرة وخطيرةً بالنسبة للاتحاد الأوروبي على المدى الطويل. أما في ما يتعلق بالتوافق بين الولايات المتحدة وفرنسا بشأن كيفية التعاطي مع التحديات التي ستطرحها الأشهر القليلة المقبلة، فالأرجح هو استمرارهما ضمن جبهة موحدة على الرغم من التكاليف التي لا مناص منها.

 

فرنسا وأميركا.. توافقٌ رغم التكاليف
أقراء أيضا
افضل 40 تطبيق أندرويد مجانا بأداء خرافي


المصدر : منتوف ومواقع انترنت 👇فرنسا وأميركا.. توافقٌ رغم التكاليف

فرنسا وأميركا.. توافقٌ رغم التكاليف