تقام اليوم أربع مباريات تخص المجموعتين الأولى والرابعة، بالجولة الخامسة لدوري الأمم الأوروبية، تبرز منها مواجهة فرنسا مع النمسا؛ حيث يُعَد الفوز مطلباً ضرورياً للأولى لتفادي الهبوط للمستوى الثاني للمسابقة.
وإذا كانت فرنسا تنظر إلى مسابقة دوري الأمم على أنه الفرصة المثالية للاستعداد لمونديال قطر، نهاية العام الحالي، في ظل الموسم المزدحم والمضغوط بالمباريات، فإن منتخب «الديوك» حامل اللقب العالمي في مونديال روسيا 2018، يريد تفادي الهبوط من المستوى الأوّل للبطولة القارية الحديثة، إذ يتذيل ترتيب المجموعة الأولى بنقطتين فقط من تعادلين وهزيمتين.
ويتطلع المنتخب الفرنسي بقيادة المدرب ديديه ديشامب، والذي تُوِّج العام الماضي بلقب النسخة الثانية من المسابقة القارية، إلى حصد النقاط الثلاث على حساب النمسا (4 نقاط) اليوم، قبل رحلة محفوفة بالمخاطر، الأحد، إلى الدنمارك المتصدرة بـ9 نقاط، والتي تلاقي كرواتيا (7 نقاط).
ويعاني المنتخب الفرنسي من غيابات عدة بسبب كثرة الإصابات، على غرار بول بوغبا الذي ما زال في طور التعافي من جراحة في ركبته، ما وضع لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي في سباق مع الوقت، ليكون حاضراً قبل بدء مونديال قطر. كذلك توالت الضربات لفريق ديشامب: إصابة القائد والحارس هوغو لوريس، وثيو هرنانديز، وبريسنيل كيمبيمبي، ونغولو كانتي، وكينغسلي كومان، وكريم بنزيمة، ثم أخيراً إصابة لوكا دينيي ظهير أستون فيلا الإنجليزي الذي استُدعي لسد ثغرة غياب هرنانديز، ما جعل مدرب «الديوك» يلجأ لأدريان تروفير لتعويضهما.
واستدعى ديشامب عدة وجوه جديدة، تأمل في أن تحصل على فرصة لفرض نفسها قبل الإعلان عن القائمة النهائية المتوجهة إلى قطر في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
كذلك هناك مشكلة فجَّرها مهاجم المنتخب الفرنسي وأبرز هدافيه، كيليان مبابي، مع اتحاد بلاده للعبة، بسبب حقوق الصورة، غداة رفض نجم باريس سان جيرمان المشاركة في جلسة تصوير مع زملائه في التشكيلة الدولية.
في المقابل، يحل منتخب الدنمارك بقيادة المدرب كاسبر هولماند ضيفاً على نظيره الكرواتي، بآمال كبيرة في انتزاع ثلاث نقاط ثمينة تؤكد تفوقه بصدارة المجموعة، وتضمن له العبور لنصف النهائي. ويتطلع أصحاب الأرض بدورهم إلى انتزاع الفوز والصدارة. ويضع المنتخب الكرواتي آماله على قائده المحنك، ونجم خط وسط ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش، بينما تعول الدنمارك على قائدها كريستيان إريكسن الذي يتألق حالياً مع فريقه الجديد مانشستر يونايتد الإنجليزي، بعد أن تعافى من أزمة قلبية كادت أن تنهي مسيرته قبل عامين.
وفي المجموعة الرابعة، تحل هولندا المتصدرة بعشر نقاط ضيفة على بولندا (4) بينما تلتقي بلجيكا (7 نقاط) مع ويلز (نقطة واحدة).
ويسير المنتخب الهولندي بخطى تصاعدية واثقة بقيادة المدير الفني المخضرم لويس فان غال؛ حيث بجانب صدارته لمجموعته في دوري الأمم، يرصد فريق الطواحين تحقيق إنجاز في مونديال قطر هذا العام.
واستدعى فان غال أربعة حراس للمرمى، لمواجهتَي بولندا وبلجيكا في دوري الأمم؛ حيث تسعى هولندا لتأمين صدارتها، وأيضاً وضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة التي تستعد لخوض المونديال.
ويرى المدرب المخضرم إن الأولوية ستكون لوضع اللمسات الأخيرة على استعدادات الفريق لكأس العالم التي تقام في نوفمبر المقبل، حينما تلعب هولندا في المجموعة الأولى التي تضم قطر البلد المضيف، والإكوادور، والسنغال. وقال على هامش مواجهة بولندا، إنه استدعى حارسَي مرمى إضافيين من أجل التدرب على التصدي لركلات الجزاء. وأضاف: «أبحث عن حارس يتصدى لركلات الجزاء، لذلك فإننا نختبر كل حراس المرمى».
وفي كأس العالم 2014، اشتهر فان غال بتغيير حارس المرمى قبل نهاية الوقت الإضافي في مواجهة كوستاريكا في دور الثمانية بالبرازيل، عندما دفع بتيم كرول بدلاً من يسبر سيليسن، لينجح في التصدي لركلات ترجيح، ويقود هولندا للفوز. وأضاف فان غال: «دائماً ما أبحث عن مميزات طفيفة، ولهذا أهتم بهذا الأمر بشكل خاص».
وتعول بولندا على قائدها وهدافها روبرت ليفاندوفسكي، لوقف مسيرة انتصارات هولندا، والضغط على بلجيكا التي تحتل المركز الثاني.
وضمن المجموعة نفسها يأمل مدرب ويلز، روبرت بايج، الخروج بنتيجة إيجابية أمام بلجيكا القوية، والبناء على واقع تجديد عقده لمدة أربعة أعوام، لانتشال منتخب بلاده من قاع الترتيب، مع نقطة يتيمة من تعادل وثلاث هزائم.
ومن أجل النجاح في مسعاه، استدعى المدرب الويلزي مواطنه غاريث بيل، نجم ريال مدريد الإسباني، وتوتنهام الإنجليزي السابق، لخوض مواجهتي بلجيكا وبولندا (الثلاثاء المقبل).
وعلى الرغم من خطر الهبوط إلى المستوى الثاني، تصب ويلز جام اهتمامها حالياً على مونديال قطر، بعد عودتها للمشاركة في نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 64 عاماً، وتحديداً منذ مونديال 1958.
وتتواصل منافسات الجولة الخامسة غداً الجمعة، بمواجهتي إيطاليا ضد إنجلترا وألمانيا مع المجر ضمن المجموعة الثالثة، ثم السبت بمباراتي إسبانيا مع سويسرا والتشيك ضد البرتغال بالمجموعة الثانية.
ويأمل منتخب إنجلترا (الأسود الثلاثة) تغيير الصورة الباهتة التي ظهر عليها في المسابقة القارية، ليقبع في قاع ترتيب المجموعة بنقطتين من تعادلين وهزيمتين، لذا بات واجباً عليه الفوز في مباراتيه المقبلتين تفادياً للهبوط إلى المستوى الثاني. وتتصدر المجر (7 نقاط) المجموعة بفارق نقطة عن ألمانيا، ونقطتين عن إيطاليا.
ويستعد غاريث ساوثغيت مدرب إنجلترا للمواجهتين الأخيرتين بالمجموعة، واضعاً نصب عينيه مونديال قطر، لذا عمد إلى استدعاء قائمة موسعة من 28 لاعباً، للوقوف على جاهزية اللاعبين.
وقال ساوثغيت الأسبوع الماضي: «جزء من المبررات هو أننا نقترب من نهائيات كأس العالم، ونشعر -على الرغم من أن نتائجنا كانت مخيبة للآمال في الصيف- بأننا اخترنا على أساس المستوى والقدرة على المواصلة لفترة طويلة».
واستدعى ساوثغيت جوردان هندرسون لتعزيز خط وسط الفريق، بعد انسحاب كالفين فيليبس بسبب إصابة في الكتف. وينتظر ساوثغيت لمعرفة ما إذا كان فيليبس سيصبح لائقاً للمشاركة في كأس العالم، بعد أن كشف نادي مانشستر سيتي الذي ضم اللاعب من ليدز يونايتد بنهاية الموسم الماضي، عن أنه سيحتاج إلى عملية جراحية. وجاءت إصابة فيليبس لتتيح فرصة العودة أمام هندرسون (32 عاماً) قائد ليفربول الذي شارك في 69 مباراة دولية، ويتمتع بخبرة كبيرة في البطولات؛ حيث كان عنصراً أساسياً في المنتخب الذي وصل إلى الدور قبل النهائي في كأس العالم 2018.
وفي إيطاليا سيفتقد المدرب روبرتو مانشيني لاعبَي خط الوسط لورنزو بيليغريني وماتيو بوليتانو، في المواجهتين المنتظرتين أمام إنجلترا والمجر، بعد خروجهما من معسكر المنتخب للإصابة.
وعانى لاعب وسط روما بيليغريني من ألم في فخذه، خلال الخسارة أمام أتالانتا صفر-1 في المرحلة السابعة للدوري المحلي، وتواصلت المعاناة خلال المعسكر الإعدادي بعد خضوعه لاختبارات في مركز تدريب كوفرتشانو.
في المقابل، استُبدل بوليتانو إثر تعرضه لإصابة في كاحله بعد قرابة 10 دقائق من افتتاحه التسجيل في مباراة فوز فريقه نابولي على ميلانو 2-1، الأحد، في ختام منافسات المرحلة السابعة، فقرر روبرتو مانشيني مدرب إيطاليا عدم المخاطرة بتفاقم الإصابة. ويأتي انسحاب هذا الثنائي من التشكيلة الإيطالية غداة إصابة لاعب وسط باريس سان جيرمان ماركو فيراتي في ربلة ساقه، وعدم قدرته على الالتحاق بصفوف منتخب بلاده.
ومن أجل تعويض هذه الغيابات، استدعى مانشيني لاعب ساسوولو ديفيدي فراتيزي، ومهاجم سمبدوريا مانولو غابياديني، والشاب سالفاتوري إسبوزيتو الذي يدافع عن ألوان فريق سبال بالدرجة الثانية.
وستكون مباراة إنجلترا مع إيطاليا على أرض الأخيرة، الجمعة، تذكرة لمواجهة نهائي كأس أمم أوروبا قبل عامين، والتي انتهت لمصلحة الفريق الإيطالي بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 في استاد «ويمبلي»، علماً بأن الفريق الإنجليزي سيلاقي نظيره الألماني على ملعب «ويمبلي» يوم الاثنين.
وفي الجانب الألماني، لن يكون بقدرة مانويل نوير قائد وحارس مرمى المنتخب اللحاق بمواجهة المجر الجمعة، وربما أيضاً إنجلترا الاثنين. وغاب نوير، حارس مرمى بايرن ميونيخ، عن مران المنتخب بسبب مشكلة في أصابعه؛ لكن المدير الفني هانزي فليك ما زال يأمل في تعافي لاعبه قبل مواجهة المجر. كذلك غاب المدافعان ماتياس غينتر وتيلو كيرير والجناح لوكاس نميشا عن مران الأمس.
ويستضيف المنتخب الألماني نظيره المجري في لايبزيغ، ثم يحل ضيفاً على المنتخب الإنجليزي في استاد «ويمبلي» الثلاثاء.
