باريس ـ «القدس العربي»: شهدت مدينة ليل الفرنسية هذا الأسبوع مزاداً استثنائياً لبيع مجموعة من القطع النقدية النادرة والقديمة لأحد سكان المدينة الشغوفين. المجموعة تعود إلى الدكتور- ف، وهو طبيب شغوف. هذا الكنز النادر يضم أكثر من ثمنمئة قطعة في المجموع، تتجاوز قيمتها الإجمالية مليون يورو. ويتراوح ثمن الواحدة منها من 120 يورو إلى 4 آلاف يورو.

لأكثر من 50 عامًا، جمع صاحب هذه القطع النقدية النادرة والقديمة المئات منها. بعد وفاته، قررت عائلته، التي ترغب في عدم الكشف عن هويتها، تفريق مجموعته. بعد ذلك، استغرق الأمر أكثر من ثلاثة أشهر لفريق المزادات والخبراء لفرز وتصوير وتسمية كل من القطع النقدية.
تييري بارسي خبير في محكمة الاستئناف بباريس، أشرف على هذه العمليات وصرح لموقع «فرانس بلو»: «هذه المجموعة رائعة.. إنه أمر مذهل للغاية.. هناك قطع يعود تاريخها إلى فترة كروسوس القديمة، في القرن الرابع قبل الميلاد، ونواصل حتى الجمهورية الخامسة! لذلك قمنا بتغطية تاريخ فرنسا بأكمله وجزءًا من التاريخ القديم».
من خلال تصفح عشرات الأدراج حيث يتم تخزين العملات المعدنية خلف واجهات عرض مزدوجة القفل، نجد أيضًا sesterces، وهي عملة Asterix و florins الإيطالية، ولكن أيضًا العملات المعدنية من المنطقة، مثل الخوذة الذهبية الكبيرة لمقاطعة فلاندرز، والتي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر.
أهم ما ميز العرض هو سلسلة كاملة من louis d’or من فترة لويس السادس عشر، وهي عملات معدنية كانت مخصصة لمن هم قريبون من الملك. «إذا كان لدينا للوهلة الأولى انطباع بأنها جميعها متطابقة، فإن المتحمس يعرف كيف يميزها عن بعضها البعض ويتتبع أصلها. وفي حالة الشك، يمكنك دائمًا الرجوع إلى العديد من الأعمال النادرة والمتطورة التي قام بها الدكتور –ف» كما يشرح بابتيست بورتاي لموقع «فرانس- بلو» دائماً.
وقد حضر بعض المشترين المحتملين بالفعل لفحص القطع خلال أيام المعرض. يقومون بفحص الدُفعات التي يهتمون بها تحت ضوء خاص للتأكد من عدم وجود عيوب. تابع البعض الآخر البيع عن بعد، من بينهم جامعون وتجار وحتى مسؤولو متاحف.