الانطوائية والرهاب الاجتماعي من الأمور التي تُعطل الإنسان في حياته، حيث لا يمكنه التعبير عن نفسه بسهولة، أو التفاعل مع البشر بأريحية، وهو ما عانت منه العشرينية «ضحى علي» منذ طفولتها، وبتكرار المواقف المحرجة، قررت أن تتغلب على ذلك حتى أصبحت مدربا معتمدا في مجال العلاقات العامة ومهارات التحدث أمام الجمهور.

مرحلة الانطوائية

«دايمًا كان صوتي واطي وإيديا بتترعش وأنا بتكلم قدام الناس»، بتلك الكلمات بدأت ضحى على الطالبة بالصف الرابع بكلية الآداب، جامعة الأزهر، حديثها مع «هن»، ونظرًا لطبيعتها فلم تكن تحتك بالكثير من الناس، ولم يكم لديها أية أصدقاء، إلا أنها شعرت في المرحلة الثانوية أنها ستواجه صعوبات كبيرة في حياتها ومستقبلها إذا استمرت على هذا النهج.

التغلب على الرهاب الاجتماعي تكررت المواقف المحرجة لضحى خلال دراستها في المرحلة الثانوية وبداية التحاقها بالجامعة، فتبدأ بالتلعثم في الكلام، ورعشة في الصوت ثم تصمت أمام جميع الطلاب، غير قادرة على إبداء رأيها أو التعبير عن نفسها، لذا قررت أن تعالج ذلك بالانخراط في الأنشطة الطلابية: «المستر لما كان يسألني سؤال في الدرس مكنتش بعرف أجاوب.. كنت بحس إحساس وحش أوي».

بدأت ضحى تتغلب على خوفها من المجتمع، وتخرج من قوقعتها التي عاشت بها كثيرًا بالتدريب على الحديث والمواجهة في الأنشطة الطلابية بكلية الآداب: «كنت بفشل وأقع بس كملت لأني طول عمري بحلم أكون مؤثرة وليا صوت إيجابي»، وبجانب تلك الأنشطة التحقت بعدد من الدورات التدريبية التي أتاحتها جامعة الأزهر للطلبة حول مهارات التواصل، وكيفية الثقة بالنفس أثناء التحدث أمام الجمهور.

وقوفها على مسرح «تيديكس»

بعد الكثير من التدريب تمكنت ضحى أن تقف بكل ثقة أمام الجمهور، مُمسكة بالميكرفون في يديها حتى تحكي قصتها والمهارات التي اكتسبتها على مسرح «تيديكس»، وهي فعالية تعقد على مستوى العالم لأصحاب الفكر المؤثر، لتعلن عن نفسها كمدرب معتمد في مجالات العلاقات العامة ومهارات التواصل من قبل أكاديمية Value وE FUO الدولية للتدريب والبحث العلمي، بالإضافة إلى عملها كمحفظة قرآن للأطفال، ومديرة فرع الجيزة للاتحاد الدولي للتدريب والتأهيل والتطوير.

ورش مجانية للشباب

تحاول ضحى من خلال ورش العمل التي تُعدها أن تدعم من يعانون من نفس أعراض الانطوائية والرهاب التي عانت منهم، برواية قصتها لهم وكيف تحولت من الانطوائية إلى مدرب معتمد، تقف أمامهم لتعلمهم كيفية التغلب على مخاوفهم عند التحدث أمام جمهور كبير: «وفرت ورش عمل مجانية.. وورش تانية بأسعار رمزية».

أحلام ضحى بتأسيس أكاديمية

الوصول إلى أكبر عدد من الشباب، هو ما تسعى إليه ضحى في المرحلة الحالية، حتى تدقم الوعي للشباب بألا يستسلموا لمرحلة التيه تجاه مستقبلهم، والتي تواجه الكثير خلال دراستهم في الثانوية والجامعة: «بنصح الشباب يستغلوا أي فرصة للتعلم.. علشان يخططوا لمستقبلهم صح من وهما صغيرين»، كما تتمنى أن تؤسس بعد تخرجها أكاديمية خاصة بها لتقديم دورات تدريبة في مجال العلاقات العامة ومهارات التواصل الاجتماعي، لأنها ترى أن تلك المهارات هي اساس نجاح أي شخص أو شركة.