شهد ويشهد صيف 2022 عرض قائمة من أغلى المسلسلات في العالم، وهو ما قد يجعله أحد أغلى المواسم في تاريخ الأعمال التلفزيونية.
ومع اقتراب الصيف من نهايته، نقترب من مشاهدة أغلى مسلسل في التاريخ. يتعلق الأمر بـ”خواتم القوة” الذي صرفت عليه “أمازون” ميزانية إنتاجية لا تقل عن 400 مليون دولار. واستحوذت “أمازون برايم فيديو” قبل حوالي خمس سنوات على حقوق عالم “سيد الخواتم” في مقابل 250 مليون دولار. ووُصف المشروع الممتد على خمسة مواسم بميزانية تفوق مليار دولار بأنه أغلى مسلسل في التاريخ. ويدور “خواتم القوة” في الأرض الوسطى خلال العصر الثاني، أي قبل آلاف السنين من أحداث روايات “سيد الخواتم” و”الهوبيت” للكاتب جي.آر.آر. تولكين. ويبدأ المسلسل في وقت يسوده السلام النسبي، ويتبع مجموعة من الشخصيات، المألوفة والجديدة على حد سواء، فتتبع عودة ظهور الشر الذي كان مصدر رعب منذ فترة طويلة إلى الأرض الوسطى.

سينما ودراما

التحديثات الحية

سبقه إلى لعرض مسلسل “بيت التنين” على HBO، الذي تجري أحداثه قبل مئتي عام من زمن مسلسل “صراع العروش” ويروي قصة سلالة تارغاريين الدامية وتنانينها السبعة عشر. وتنطلق أحداث “بيت التنين” الذي يجمع بين الفانتازيا والعُقد السياسية في أوج سطوة سلالة تارغاريين، التي تعتمد في حكمها خصوصاً على سيطرتها على التنانين، وتعاني ضعفاً جراء صراعات على الخلافة. وذكر موقع فيرايتي أنّ ميزانية “بيت التنين” بلغت نحو 20 مليون دولار لكلّ حلقة، أي ما يصل إلى 200 مليون دولار للحلقات العشر من الموسم الأول.

ونبقى في عالم الفانتازيا التي تلتهم الكثير من المال، لكن هذه المرة في منصة نتفليكس، إذْ عُرض في أغسطس/ آب مسلسل ذا ساندمان،  الذي يدور حول مورفيوس، سيد الأحلام، وهو يحاول إعادة بناء مملكته بعد تحرّره من سجنه. وبحسب موقع ديدلاين، فقد كلفت كل حلقة من المسلسل “نتفليكس” 15 مليون دولار لكل حلقة، أي ما مجموعه 165 مليون دولار مقابل 11 حلقة من الموسم الأول.

وعلى ذات المنصة، ومع بداية شهر مايو/ أيار، عاد المسلسل الخيالي “سترينجر ثينغز” في موسم رابع، مع حلقات أطول وجرعة أكبر من “الرعب”. وشاهد الجمهور قصة تدور في بلدة هاوكينز الخيالية في فترة الثمانينيات، حيث يواجه الأصدقاء وحشاً غامضاً يتغذى على ذنوب ضحاياه. ووفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، بلغت ميزانية الموسم الرابع 30 مليون دولار عن كلّ حلقة، أي ما مجموعه 270 مليون دولار عن الحلقات التسع للموسم. 

سينما ودراما

التحديثات الحية

لماذا اترفعت ميزانيات المسلسلات إلى هذا الحد؟ 

يقول المدير التنفيذي والمنتج التلفزيوني المخضرم، وارن ليتلفيلد، لموقع فيرايتي: “كانت الميزانية البالغة 10 ملايين دولار للحلقة رقماً غير عادي، كان هذا الرقم يمثل الكثير من المال، لكنّه الآن عادي”.
وينقل الموقع عن مصدر من أحد الاستوديوهات التنفيذية أنّ هذا النمو الهائل في الميزانيات هو “نتيجة ثانوية ملحوظة لما يسمى بالعصر الذهبي الجديد للتلفزيون، إذ يهاجر النجوم وصنّاع الأفلام من الدرجة الأولى إلى الشاشة الصغيرة والمنصات التي تهدف إلى زيادة الاشتراكات من خلال تقديم أعمال من الدرجة الأولى وحائزة على جوائز”. وتقول المنتجة التنفيذية لمسلسل “تشيرنوبيل”، جين فيذرستون: “نتوقع الآن (من المسلسلات) جودة تضاهي الأفلام.. كلّ شيء صار أضخم في الوقت الحالي”.
وتتضخم التكاليف أيضاً مع توسع أيام الإنتاج، وتدخّل عنصر الضريبة، وازدحام الاستوديوهات، وميزانية المؤثرات، بالإضافة إلى العثور على مواقع مثالية، وقد يضطر المنتجون إلى بناء جداول التصوير وفقاً لجداول النجوم، الذين غالباً ما يكونون ملتزمين بمسلسلات وأفلام أخرى، وما يعني ذلك من تكاليف إضافية عن كلّ زيادة في وقت التصوير. وفي نهاية المطاف، ليس الجمهور فقط من يستفيد من هذه الطفرة في المسلسلات الغالية. يقول رئيس أستوديوهات A + E إنّ صناعة المسلسلات تستفيد من هذه الفقاعة المتنامية “من خلال مجموعة مواهب جديدة وناشئة من الحرفيين ذوي الخبرة والفنيين في صناعة التصوير التلفزيوني. نحن نرفع مستوى اللعبة بالنسبة للجميع”.