رغم تحذير ريغان.. كيف سقطت أوروبا في “فخ الغاز الروسي”؟

رغم تحذير ريغان.. كيف سقطت أوروبا في “فخ الغاز الروسي”؟

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on pinterest
Share on email
Share on whatsapp

رغم تحذير ريغان.. كيف سقطت أوروبا في “فخ الغاز الروسي”؟

🟢 #رغم #تحذير #ريغان #كيف #سقطت #أوروبا #في #فخ #الغاز #الروسي #منتوف #MANTOWF


رغم تحذير ريغان.. كيف سقطت أوروبا في “فخ الغاز الروسي”؟

“إن خط أنابيب الغاز البالغ طوله 3500 ميل، من سيبيريا إلى ألمانيا، يمثل تهديدا مباشرا لمستقبل أوروبا الغربية”، لم يكن هذا التحذير الوارد في تقرير لوكالة الاستخبارات الأميركية، مقدما للرئيس جو بايدن، بل كانت الـ”سي آي إيه” تقدم إحاطتها للرئيس الراحل رونالد ريغان قبل أكثر من أربعة عقود، بحسب ما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”. 

يحذر التقرير، بلغة واضحة لا لبس فيها من “تداعيات خطيرة”، من جراء اعتماد أوروبا الخطير على الوقود الروسي، واليوم بات الأوروبيون يدركون المخاطر بالفعل بعد نشوب الحرب الدائرة على بوابتهم الشرقية، ويساعدون في تمويلها، من خلال مشتريات الغاز من موسكو، ويبدون عاجزين عن فعل عكس ذلك. 

كيف وصل الأمر إلى هذا الحد؟ 

كان خط الأنابيب هذا بالحقبة السوفيتية، موضوع معركة مريرة خلال إدارة ريغان، في وقت كان يشهد بداية اعتماد أوروبا الشديد على الغاز الطبيعي الروسي لتدفئة المنازل والوقود. 

لجأ ريغان إلى فرض عقوبات في محاولة لوقف خط الأنابيب في عام 1981، الذي كان بمثابة مبادرة سوفييتية كبرى تهدف إلى نقل كميات ضخمة من الوقود إلى حلفاء الولايات المتحدة المهمين في أوروبا.

لكن الرئيس الأميركي الراحل الذي حكم بين 1980-1988 سرعان ما واجه معارضة شديدة، ليس فقط من الكرملين والدول الأوروبية المتلهفة للحصول على مصدر رخيص للغاز، ولكن أيضا من جماعات الضغط المرتبطة بشركات النفط والغاز التي استفادت من الوصول إلى احتياطيات الغاز الضخمة في روسيا.

وفي حملة علاقات عامة للضغط على الرئيس، انتشرت عبر صفحات الرأي في الصحف ولجان الكونغرس، نداءات مباشرة للبيت الأبيض، للتراجع عن العقوبات، شارك فيها مسؤولون تنفيذيون في صناعة النفط والغاز، حتى أن رئيس شركة تابعة لشركة إكسون، لها حصة في خط الأنابيب في ذلك الوقت، ولفجانج أويهم، قال: “ليس لدى ريغان أي سبب على الإطلاق لمنع هذه الاستثمارات”، بحسب ما نقلت “نيويورك تايمز”.

وتُظهر هذه الجهود، بعد ما يقرب من نصف قرن، كيف لعبت بعض أكبر شركات النفط والغاز في العالم دورا حاسما في ضخ الغاز الروسي من خلال معارضة العقوبات والدعوة للمصالح التجارية، وتفضيل الأرباح على الأمن القومي أو معايير حقوق الإنسان أو حتى المخاوف البيئية.

وقد أدت كل هذه الجهود المعارضة، إلى فشل ريغان، بالفعل في منع خط أنابيب الغاز، ما جعل أوروبا في موقف خطر، حيث تواصل تمويل غزو تندد به، من خلال شراء الطاقة الروسية وتحويل مبالغ ضخمة من الأموال إلى موسكو، كما أصبح الأمر يعيق محاولات أوروبا لمواجهة تغير المناخ. 

وفي مواجهة المعارضة الداخلية والخارجية، ألغى ريغان عام 1982، العقوبات التي منعت الشركات الأميركية من المشاركة في مشروع خط الأنابيب من سيبيريا إلى ألمانيا الغربية، والذي افتتح بعد ذلك بعامين.

كانت تلك المعركة قبل أربعة عقود بمثابة بداية تأسيس ضخم للبنية التحتية للغاز في أوروبا، واليوم تمتد شبكة واسعة من خطوط الأنابيب من روسيا إلى أوروبا، تزود القارة بنحو 40 في المئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي.

وأدى الاعتماد الكبير على الغاز الروسي، إلى صعوبة تفكيك خطوط الأنابيب حتى في لحظة الوحدة العالمية ضد العدوان الروسي الحالي، إذ تستمر الضغوط حتى الآن من قبل أصحاب هذه الصناعة الضخمة. 

خط نورد ستريم 2 الذي تم تعليقه

خط نورد ستريم 2 الذي تم تعليقه

وفي عام 2014، عندما فرضت إدارة أوباما عقوبات على روسيا بعد استيلائها العسكري على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، حاربت شركة إكسون هذه الإجراءات والتقت بمسؤولي البيت الأبيض.

وأظهرت سجلات جماعات الضغط، أن “إكسون” عملت أيضا على التأثير على محاولات الكونغرس لتمرير عقوبات ضد روسيا في ذلك الوقت تقريبا.

ومع حشد روسيا لقواتها هذا العام على الحدود الأوكرانية، ضغط معهد البترول الأميركي، المجموعة الصناعية القوية، ضد عقوبات أكثر صرامة، وشدد في يناير من العام الجاري، على أن أي تدابير يجب أن تراعي “الأضرار المحتملة على القدرة التنافسية للشركات الأميركية”. 

وكانت إكسون، التي استثمرت في مشروع للغاز بالقرب من جزيرة سخالين في المحيط الهادئ في تسعينيات القرن الماضي، قد سعت في السنوات الأخيرة للحصول على حصة أكبر في إنتاج النفط والغاز الروسي، ووقعت صفقة مع عملاق النفط الروسي روسنفت، مقابل استثمار محتمل قيمته 500 مليار دولار. 

وفي عام 2013، منح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الرئيس التنفيذي لشركة إكسون، ريكس تيلرسون، الذي أصبح وزيرا للخارجية في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وسام الصداقة، وهو أحد أرفع الجوائز التي تمنحها روسيا للمواطنين الأجانب.

واستحوذت بريتش بتروليوم (بي بي) البريطانية، على ما يقرب من 20 بالمائة من شركة روسنفت، كما تعاونت “شل” مع “غازبروم”، شركة الغاز الروسية المملوكة للدولة، للعمل في مشروعات تشمل أول مصنع روسي للغاز الطبيعي المسال، واستثمرت في خط أنابيب الغاز نوردستريم 2.

في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، قالت شركات شل، وبريتيش بتروليوم، وإكسون، إنها ستنهي عملياتها في روسيا. 

وفي الثامن من مارس الجاري، أعلن الرئيس بايدن، حظرا على واردات النفط من روسيا في أقسى إجراء اتّخذته إدارته حتى الآن لمعاقبة موسكو على غزوها أوكرانيا و”توجيه ضربة قوية أخرى لبوتين”. 

وفي موازاة ذلك، أعلن وزير الأعمال والطاقة البريطاني، كواسي كوارتنغ، وقف بلاده استيراد النفط الخام والمنتجات البترولية الروسية بحلول نهاية العام 2022.

وقال بايدن إن قرار الحظر اتُخذ “بتنسيق وثيق” مع حلفاء الولايات المتحدة، مضيفا: “لن نساهم في دعم حرب بوتين”.

وترفض أوروبا، في الوقت الحالي، فرض حظر على الواردات الروسية التي توفر 40% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي و30% من نفط.

لكن الولايات المتحدة مصدّرة بحتة للطاقة أي أنها تُنتج كميات نفط وغاز أكثر من حاجتها الاستهلاكية، حسبما ذكّر بايدن. 

وأوضح الرئيس الأميركي: “يمكننا اتخاذ هذا القرار فيما لا يستطيع آخرون ذلك”.

وتابع “لكننا نعمل بشكل وثيق مع أوروبا وشركائنا لوضع استراتيجية على المدى الطويل من أجل تخفيف اعتمادهم على الطاقة الروسية”.

رغم تحذير ريغان.. كيف سقطت أوروبا في “فخ الغاز الروسي”؟
أقراء أيضا
افضل 40 تطبيق أندرويد مجانا بأداء خرافي


المصدر : منتوف ومواقع انترنت 👇رغم تحذير ريغان.. كيف سقطت أوروبا في “فخ الغاز الروسي”؟

رغم تحذير ريغان.. كيف سقطت أوروبا في “فخ الغاز الروسي”؟