نتعرض أحيانا في حياتنا اليومية إلى الكثير من الضغوطات والمواقف العابرة داخل الأسرة وبيئة العمل والمعاملات العابرة مع الآخرين، وربما يعاني أحدنا من تصرفات سلبية دون أن يتخذ موقفًا حاسمًا بشأنها، وسرعان ما تتحول تلك التصرفات مع مرور الوقت إلى تراكمات تُسبب اضطرابات في الشخصية تصل إلى الإصابة بالاضطراب الانفجاري على أتفه الأسباب.

وتعليقًا على ذلك، قال الدكتور محمد إبراهيم، أخصائي الطب النفسي، إنّ التعرض للتصرفات السلبية في محيط العمل والأسرة والشارع يؤثر بالسلب على الشخصية، لكن الوصول إلى حالة الاضطراب الانفجاري يرجع إلى طبيعة التركيبة النفسية للشخص.

الشخصية الانطوائية

وبيّن «إبراهيم» في تصريحات لـ «الطريق» أنّ الشخصية الانطوائية التي تصمت تجاه التصرفات السلبية للآخرين، دون أن تنتقد الخطأ أو تحاول تبرير موقفها تكون أكثر عرضة من غيرها للإصابة بالاضطراب الانفجاري.

وأردف أخصائي الطب النفسي، أن الشخصية الاجتماعية التي تحب التعامل مع الآخرين ومشاركتهم الأفكار والآراء حينما تجد أخطاء تحاول إصلاحها أو التنبيه إليها، ولا تتركها تمر مرور الكرام، وبالتالي لا تصاب بشروخ في شخصيتها على عكس الشخصيات السلبية التي لا تجيد المناقشة.

مرحلة الاضطراب الانفجار

وأوضح «إبراهيم» أنّ الوصول إلى مرحلة الاضطراب الانفجاري قد يأتي على أتفه الأسباب نتيجة عدم القدرة على تحمل الضغوطات النفسية، ومع مرور الوقت يتحول الشخص السلبي إلى انفعالي وعدواني، لا يطيق الحديث مع الآخرين.

ونصح أخصائي الطب النفسي، بضرورة اهتمام الأسرة بتنشئة الأطفال على إبداء الآراء وانتقاد المواقف السلبية بحكمة ومنطق، وعدم الخوف من المواجهة، مشيرًا إلى أنه هناك فرقًا بين الانتقاد الإيجابي والهجوم غير المبرر.

تراكمات نفسية

وأكد الدكتور محمد إبراهيم، أهمية التصرف مباشرة عند التعرض لمواقف سلبية من الآخرين، دون الانتظار لفترات طويلة حتى لا يتحول الأمر إلى تراكمات نفسية ينتج عنها مشكلات خطيرة.

وفسر أخصائي الطب النفسي، قيام بعض الأشخاص- في بيئة العمل أو الدراسة وغيرها- بإزاء الآخرين معنويًا، بوجود اضطرابات نفسية في شخصياتهم بسبب تعرضهم لأزمات قاسية في مراحل الطفولة أثرت سلبًا على تكوينهم النفسي، وباتوا يجدون لذة في معاناة غيرهم، لافتًا إلى أن الحل الأمثل للتعامل مع أولئك هو التجاهل التام.

اقرأ أيضًا: كليات تنتظر أصحاب مجموع 60% وأقل في الثانوية العامة