انتفاضة مانحي أوكرانيا.. 6 مليارات يورو تهندس خطة مارشال حديثة

أكثر من ستة مليارات يورو خُصصت لأوكرانيا في نهاية يوم حافل لمؤتمر دولي للمانحين عُقد في العاصمة البولندية، وارسو.

جمع 6.5 مليار دولار لأوكرانيا

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي الخميس 5 مايو 2022، أن المؤتمر الذي عُقد في وارسو جمع 6.55 مليار دولار.

واستضافت بولندا والسويد بالتعاون مع رئيسي المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي المؤتمر الذي يهدف إلى مساعدة أوكرانيا في التعامل مع التداعيات الاقتصادية والإنسانية للحرب الروسية.

وصرح ماتيوس مورافيسكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته السويدية ماجدالينا أندرسون “خلال هذا المؤتمر، تمكنا من جمع أكثر من ستة مليارات يورو، وسيتم استخدام هذا المال دعما لأوكرانيا ولجميع من يدعمون أوكرانيا”.

وأضاف “حين تجلب روسيا الموت، على بلدان العالم الحر أن تقدم مساعدتها، وأعتقد أن هذا المؤتمر هنا في وارسو أظهر قسطًا كبيرًا من التضامن بيننا”.

وفي نهاية المؤتمر أعطى “مورافيسكي” تقديرًا أكبر قائلًا إنه تم جمع أكثر من سبعة مليارات يورو.

وتعهدت دول مثل فرنسيا وفنلندا وجمهورية التشيك وكرواتيا ودول أخرى بالملايين من اليورو لدعم الجهود الإنسانية والعسكرية في أوكرانيا.

كما تعهدت المفوضية الأوروبية بتقديم 200 مليون يورو في صورة مساعدات للنازحين في أوكرانيا بحسب ما قالت في بيان.

وأضاف رئيس وزراء أوكرانيا دينس شميهال في بيان في نهاية المؤتمر أن بلاده تلقت أكثر من 12 مليار دولار في صورة أسلحة ومساعدات مالية منذ بدء الحرب الروسية في 24 فبراير/شباط.

إصرار أوكراني على الانضمام للاتحاد الأوروبي

وخلال المؤتمر الذي نظمته بولندا والسويد بمشاركة الاتحاد الأوروبي، دعا الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر تقنية الفيديو إلى “منح أوكرانيا فورًا صفة مرشح” للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

واعتبر أن “انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الاوروبي ينبغي أن يكون الحقيقة المطلقة، ليس وعدًا أو احتمالًا فقط”.

كذلك، دعا “الشركاء” إلى أن يتولوا رعاية “مناطق ومدن وصناعات في أوكرانيا” دعمًا لإعادة إعمارها.

وفي وقت سابق، أعلن زيلينسكي إطلاق منصة تمويلية عبر الإنترنت لمساعدة كييف في كسب الحرب ضد روسيا وإعادة إعمار البنى التحتية في البلاد.

نسخة حديثة من “خطة مارشال”

وفي بيان مصور قبل الإعلان عن التبرعات، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الطريقة التي تنتهي بها الحرب تعتمد أيضًا على الوضع المالي لأوكرانيا.

وقال زيلينسكي “يجب أن تؤكد الحرية على أنها تحمي الشعوب أفضل من الاستبداد”، داعيا إلى نسخة حديثة من خطة مارشال وهي مبادرة أمريكية أعطت مساعدة لغرب أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

والغرض من الإسهامات هو تمويل الدعم الإنساني والاقتصاد الأوكراني خلال الحرب الروسية، والمساعدة في تمويل التعافي في فترة ما بعد الحرب في البلاد.

ونظمت بولندا والسويد معا المؤتمر بدعم من المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي، وبمشاركة ممثلين من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يتراجع إجمالي الناتج المحلي الأوكراني بنسبة 35% في 2022 نتيجة للحرب الروسية.

وبحسب الصندوق، قالت أوكرانيا إنها بحاجة لنحو خمسة مليارات دولارشهريا، على مدار الشهرين إلى الثلاثة أشهر المقبلة، لضمان عمل الحكومة ومؤسسات الدولة المهمة.

وذكرت وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو 5.7 مليون شخص فروا من أوكرانيا منذ أن بدأت روسيا حربها في البلاد في 24 شباط/فبراير.

وقال منسق شؤون الطوارئ بالأمم المتحدة مارتن جريفيث خلال المؤتمر إن هناك ما يقدر بـ7.7 مليون شخص مشردين داخل أوكرانيا.

200 مليون يورو مساعدات للنازحين

وخلال المؤتمر، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لايين” تقديم مساعدة للنازحين داخل أوكرانيا بقيمة مئتي مليون يورو.

وقالت “اليوم، اجتمعنا لغرض واضح: دعم شعب أوكرانيا الشجاع والذي يقاتل المعتدي ويدافع عن حريته”.

وأضافت فون دير لايين “اليوم، لبى الاتحاد الاوروبي النداء مجددًا دعمًا لأوكرانيا. باسم المفوضية الاوروبية، أتعهد دفع مئتي مليون يورو لأوكرانيا”.

من جهته، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن “جهود التضامن ستتركز على ثلاثة مجالات رئيسية: المساعدة الإنسانية والحاجة الى السيولة على المدى القصير وإعادة إعمار” أوكرانيا.

وقال ميشال إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي مصادرة وبيع الأصول الروسية التي احتجزها واستخدام العائدات لإعادة بناء أوكرانيا، بعد أن أعلن الاتحاد الأوروبي أنه جمد 30 مليار يورو (32 مليار دولار) من الأصول المرتبطة بأفراد روس وبيلاروسيين مدرجين في القائمة السوداء.

وقال ميشال في حديث لوكالة أنباء “انترفاكس” الأوكرانية “شخصيا، أنا مقتنع تماما أن هذا مهم للغاية ليس فقط لتجميد الأصول، ولكن أيضا لإتاحة الفرصة لمصادرتها ، وإتاحتها لإعادة بناء البلد”.