أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، اليوم الخميس، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يريد التأكد من أن بلاده لديها “خيارات أخرى متاحة” لضمان عدم امتلاك إيران القدرة على صنع أسلحة نووية، بحال فشلت جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

وقال كيربي إن بايدن “نقل لبقية الإدارة أنه يريد ضمان أن لدينا خيارات أخرى متاحة لتحقيق هذه النتيجة الأكيدة وهي عدم حيازة إيران القدرة على إنتاج أسلحة نووية”.

وكان كيربي قد كشف في التصريحات الصحافية من البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة وإيران أصبحتا “بعيدتين” عن أي صفقة بشأن الاتفاق النووي، مشيرًا إلى إلى وجود “فجوات” في المواقف بين الطرفين بشأن الاتفاق النووي.

في المقابل، شدد كيربي على أن بايدن لا يزال “ملتزمًا بالدبلوماسية” تجاه الإيران، مبينًا أن واشنطن “مستمرة في العمل على إعادة إحياء الاتفاق النووي ولكن صبرها بدأ ينفد”.

قلق فرنسي

وفي السياق ذاته، أعربت فرنسا اليوم أيضًا، عن “قلقها البالغ” حيال استمرار عدم تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

وأسفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر في إفادة صحافية يومية عبر الإنترنت “لأن إيران لم تنتهز الفرص التي قدمها المدير العام.. لإلقاء الضوء على وجود مواد نووية غير معلنة في مواقع غير معلنة”.

وكشفت لوجندر أن بلادها تتشاور مع شركائها بشأن الأمر قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الأسبوع المقبل.

مسار الاتفاق النووي

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أكدت أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ارتفع بنسبة تصل إلى 60%، مشيرة إلى أن التخصيب في المنشآت الإيرانية أصبح قريبًا من مستوى تصنيع أسلحة نووية.

وأفاد تقرير الوكالة التابعة للأمم المتحدة بأنّ طهران لم تقدم حتى الآن إجابات موثوقة حول منشأ جزئيات اليورانيوم، التي تم العثور عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.

في المقابل، أعربت طهران اليوم الخميس، عن رفضها لتقرير الوكالة، معتبرةً أنه “تكرار لقضايا واهية”، بعد أن قالت الوكالة إنها لا تستطيع ضمان أن برنامج طهران النووي “سلمي حصرًا”.

وكالة الطاقة الذرية تحذر من اقتراب #إيران من مستوى تصنيع الأسلحة النووية #العربي_على_أرض_عربية pic.twitter.com/fMAjjP4yBW

— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 8, 2022

وتبعت هذه التطورات تفاؤلًا حذرًا ساد الشهر الفائت بين جميع الأطراف، إزاء إمكانية التوصل لاتفاق، إلا أن إيران بقيت متمسكة بشرط إغلاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقاتها في أنشطة نووية سابقة لإيران في إطار أي اتفاق، وقال دبلوماسيون إن ثقتهم في التوصل إلى اتفاق تتراجع.

في هذا الخصوص، لفت مراسل “العربي” من طهران، إلى أن الموقف الرسمي الإيراني يرى أن إعادة هذه الاتهامات إلى الواجهة من جديد يأتي ضمن محاولات للضغط على طهران في هذه المرحلة “الحساسة” من المفاوضات.