تحمل مباراة المغرب وفرنسا، لحساب ثمن نهائي مونديال السيدات، الكثير من الخصوصيّة، تتداخل فيها الأحاسيس، بين أفراد الطاقمين الفني واللاعبات في صفوف المنتخبين، على اعتبار وجود “فرنسيات” في منتخب المغرب، و”مغربية” في صفوف منتخب فرنسا، زيادة على الطاقمين الفنيين اللذين يعرفان جيدًا الفريق المنافس وطبيعة الكرة في بلده.

ويلتقي المنتخبان المغربي والفرنسي، يوم الثلاثاء المقبل، على أرضية ملعب “هندمارش” بأستراليا، لحساب ثمن نهائي مونديال السيدات، المُقام حاليًا بأستراليا ونيوزيلندا إلى غاية 20 أغسطس/ آب الجاري.

مواجهة ذات خصوصية لهيرفي رينارد

وصف هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب الفرنسي النسائي لكرة القدم، مباراة المغرب بـ”المواجهة ذات خصوصية” بالنسبة إليه، بالنظر للحب الكبير الذي يكنّه للمغرب، والذي لم يخفه في الكثير من تصريحات الإعلامية، بعدما قضى ما يقارب 4 سنوات مديرًا فنيًا لأسود الأطلس.

وقال رينارد في تصريحات إعلامية نقلتها صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إنه سيواجه منتخب بلد يعرفه جيدًا، وتابع: “سعيد من أجلهم، وسررت كثيرًا بالمفاجأة التي حققتها سيدات المغرب، كان تضامني معهنّ غير عادي، كنت سعيدًا أيضًا بما حققه منتخب الرجال في مونديال قطر 2022، بعد بلوغه نصف النهائي، لدي عاطفة تجاه المغرب والكرة المغربية، وقضيت هناك أربع سنوات لا تُنسى”.

يشار إلى أن رينارد كان قد أطلق تصريحات صادمة العام الماضي قبيل مباراة نصف نهائي مونديال قطر بين المغرب وفرنسا، حيث أكد المدرب الفرنسي أنه سيشجع المنتخب المغربي رغم أنه يواجه منتخب بلده.

بيدروس يواجه منتخب بلده

في المقابل، سيكون رينالد بيدروس، المدير الفني لمنتخب المغرب، في مواجهة مباشرة مع منتخب بلده، وهو الذي كان يشكل أحد لاعبي “دريم تيم” المنتخب الفرنسي في تسعينيات القرن الماضي برفقة نجوم كبار؛ على غرار دوغاري وبرينارد لاما وزين الدين زيدان ودجور كاييف وديسايي وليزارازو وغيرهم.

ووصف المدير الفني لمنتخب سيدات المغرب، في المؤتمر الإعلامي الذي أعقب التأهل إلى ثمن نهائي مونديال أستراليا ونيوزيلندا، مواجهة فرنسا بأنها ستكون بـ”بطعم مختلف”، على اعتباره يلاقي منتخب بلده، وسبق له الإشراف على تدريب عدة لاعبات في مسيرته التدريبية في الدوري الفرنسي لاسيما رفقة نادي ليون الذي توج برفقته بالعديد من الألقاب المحلية والأوروبية، وتوج معه بلقب أفضل مدرب للكرة النسائية في العالم.

لوسومر وجهًا لوجه مع مدربها السابق

نجمة المنتخب الفرنسي لوجين لوسومر بدورها، لم تنف “الخصوصية” عن مباراة المغرب، حيث ستواجه مدربها السابق بيدروس، الذي دربها في نادي ليون الفرنسي لموسمين، وحازت معه على العديد من الألقاب.

وقالت لوسومر إنها لم تكن تتوقع مواجهة المنتخب المغربي في ثمن نهائي كأس العالم للإناث، موضحة في تصريح أدلت به للموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، أن احتمالات تأهل المنتخب المغربي كانت ضئيلة، قبل مباريات الجولة الثالثة، غير أنه تحقق في نهاية المطاف، بفعل عزيمة لاعبات المغرب وإصرارهن على لعب حظوظهن حتى آخر رمق.

وأشادت اللاعبة الفرنسية بلبؤات الأطلس، قائلة: “المغربيات لعبن في مجموعة صعبة لم يكن فيها مرشحات للعبور، وهن اليوم حققن المستحيل، وسيدخلن مباراة الثمن دون ضغوطات ودون خوف أيضًا، وكل ما سيحققنه مستقبلًا سيكون بمثابة إنجاز إضافي، إنه منتخب يلهمني بالنظر إلى الروح التي لعب بها”.

ووصفت لوسومر مواجهة المنتخب المغربي بـ”المباراة المختلفة والاستثنائية”، وزادت: “مباريات خروج المغلوب دائمًا تكون صعبة، لا سيما أمام منافس ليس لديه ما يخسره، علينا أن نكون حذرات، أنا شخصيًا لعبت تحت قيادة رينالد بيدروس، حينما كان مدربًا لنادي ليون الفرنسي، وفزت معه بعدة ألقاب؛ لذلك فبيدروس يشكل جزءًا مهمًا من مسيرتي الرياضية، ومن المميز أن ألعب ضده هذه المرة في كأس العالم، لم أكن أتخيل حدوث مثل هذا السيناريو من قبل”.

وأكملت: “بيدروس يعرف المنتخب الفرنسي جيدًا، وهذا ما يشكل أفضلية بالنسبة إليه، لكننا في المقابل نعرف اللاعبات المغربيات جيدًا، اللواتي يلعبن في الدوري الفرنسي، كما أن بعض أفراد طاقمنا التقني سبق لهم العمل مع الاتحاد المغربي لكرة القدم، على رأسهم المدرب هيرفي رينارد، ما يعطينا نحن أيضًا بعض الأفضلية في هذا الجانب، وما يجعل من المباراة مواجهة بأوراق مكشوفة”.

المباراة “تُقسّم قلب” نجمة منتخب فرنسا

من جانبها، قالت نجمة المنتخب الفرنسي، ذات الأصول المغربية سكينة قرشاوي، إن المباراة ستكون مليئة بالمشاعر، خاصة أن مكانة المغرب وفرنسا في قلبها “هي واحدة”، لكنها ستكون مضطرة للبحث عن الانتصار.

وأضافت سكينة في مقابلة مع قناة “بي إف إم سبورت”، قائلة: “أنا فرنسية من أصول مغربية، ومواجهة المغرب هي شرف، وستكون هذه هي المرة الأولى لي، أفتخر بأصولي، لكن علينا الانتصار، ولن أدّخر جهدًا لتحقيق هذا الأمر”.

وختمت قرشاوي، التي تنحدر من أبوين مغربيين: “نعرف مكانة المغرب في عائلتنا، وهي مكانة فرنسا نفسها، لهذا ستكون مباراة مليئة بالعواطف”.