ويأتي هذا الاتفاق على هامش زيارة الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن إلى الرياض، الثلاثاء، حيث كان في استقبالهما ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وفرقة من حرس الشرف على مدرج المطار.

وتركز الصفقة الأولية على تطوير مشروع في السعودية لإنتاج الهيدروجين الأخضر للتصدير، الذي يعتبر وسيلة أقل كثافة للكربون لتشغيل النقل والحد من بعض الآثار المدمرة بيئيا لحرق البنزين ووقود الديزل.

ووقع مذكرة التفاهم كبار المسؤولين التنفيذيين والمسؤولين من صندوق الاستثمارات العامة في السعودية وشركة بوسكو الكورية الجنوبية وشركة C&T للإنشاءات والهندسة من سامسونغ.

وتمضي كوريا الجنوبية قدما في خططها لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتهدف إلى أن تكون محايدة للكربون بحلول عام 2050. وكذلك، أعلنت السعودية، أحد أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، العام الماضي، عن تعهدها بالوصول إلى صفر انبعاثات بحلول عام 2060.

وتعود العلاقات بين كوريا الجنوبية والسعودية إلى أوائل الستينيات، وقد تعززت منذ ذلك الحين من خلال اعتماد كوريا الجنوبية على واردات الطاقة لتزويد صناعاتها التحويلية ومصافيها بالطاقة.

وتتمتع كوريا الجنوبية بقوة في استخدام الهيدروجين، ولديها تقنيات رائدة عالميا لبطاريات خلايا الوقود المستخدمة في سيارات الهيدروجين، ولديها أيضا خطط لبناء أكبر مصنع للهيدروجين المسال في العالم. 

وفي هذا الصدد، قال الرئيس الكوري عقب محادثاته مع ولي العهد: “إذا اجتمعت قدرة المملكة على إنتاج الهيدروجين مع قدرة كوريا الجنوبية على استخدامه، يمكن للبلدين قيادة اقتصاد الهيدروجين العالمي بشكل مشترك”.

على الرغم من أن الاقتصاد السعودي لا يزال يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط والغاز لتحقيق الإيرادات، فإن خطة رؤية 2030 لولي العهد تدعو إلى إنشاء صناعات جديدة وجذب الاستثمار الأجنبي في مجموعة من القطاعات غير النفطية، بما في ذلك التكنولوجيا النووية والبناء والذكاء الاصطناعي والتعليم والرعاية الصحية.

وفي سياق متصل، كشف المكتب الإعلامي للرئيس الكوري أن الأخير ناقش مع بن سلمان الصفقات المحتملة بشأن أنظمة الدفاع والأسلحة المتطورة مع الرياض، بالإضافة إلى مفاعلات الاندماج النووي في كوريا الجنوبية.

وساعد الكوريون الجنوبيون الإمارات في بناء محطة براكة للطاقة النووية البالغة تكلفتها 20 مليار دولار، وهي الأولى من نوعها في شبه الجزيرة العربية.