«الساعاتى».. مهنة ضد «العقارب» – بوابة أخبار اليوم

«الساعاتى».. مهنة ضد «العقارب» – بوابة أخبار اليوم

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on pinterest
Share on email
Share on whatsapp

«الساعاتى».. مهنة ضد «العقارب» – بوابة أخبار اليوم

⌚ #الساعاتى #مهنة #ضد #العقارب #بوابة #أخبار #اليوم #منتوف #MANTOWF #ساعات
«الساعاتى».. مهنة ضد «العقارب» – بوابة أخبار اليوم


مروة أنور

الساعاتى مهنة تتطلب التركيز والصبر والمهارة العالية، لكنها حاليًا تقاوم عقارب الزمن، ويتمثل ذلك فى تحديات التكنولوجيا الحديثة وغياب قطع الغيار الأصلية لماركات الساعات القديمة القيمة، ويتفق أصحاب هذه المهنة من المهرة على عشقهم لها رغم ما فيها من متاعب وقلة الربح العائد عليهم منها.
أغلب العاملين بمهنة الساعاتى ورثوها عن آبائهم الذين تعلّم بعضهم أصولها فى الصغر على أيدى أجانب قدموا إلى مصر إبان الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، ولإحياء تجارة الساعات فى مصر اقترح رئيس شعبة الساعات بالغرفة التجارية إقامة شركة أو مجمع صناعى للساعات.

ومن خلال هذا التحقيق نحاول التعرف على آراء الحرفيين فى هذه المهنة، من خلال قيامنا بجولة داخل ممر الساعات بمنطقة «العتبة»، وسط القاهرة، كما التقينا صاحب محل «فرنسيس بابازيان»، أقدم محل لبيع الساعات هناك.

الساعاتى.. جواهرجى
ما إن تطأ قدماك ممر الساعات فى العتبة حتى تجده مزدحمًا بالمارة، فمنهم مَنْ يرغب فى عمل صيانة لساعته، ومنهم مَنْ يريد شراء ساعة بسعر مناسب.. وهناك التقينا أحد أصحاب المحلات، صاحب أقدم محل ساعات ومتخصص فى صيانة الساعات القديمة فقط، وقال: «تعلمت أصول المهنة على يد التركى رمزى يعقوب فى الفيوم، ثم أتيت إلى الممر وأصبح لدى محل خاص بي، وعلمنى التركى أن الساعاتى جواهرجي».
يضيف: «هناك ساعات قديمة مثل الأوميجا أقوم بتصليحها، يتراوح سعرها بين 5 و6 آلاف جنيه، ومازال زبون الساعات القديمة متواجدا، فهناك من يشترى الساعة الكتينة السويسرية، بسبب أن سعر الموديلات الحالية للساعات السويسرى مرتفع جدًا، إذ يتراوح سعر «الرولكس» بين 15 و20 ألف دولار، ولا تباع فى الممر، بل فى التوكيل الخاص بها فقط، وأقل سعر ساعة «تى سوت» يتراوح بين 10 و20 ألف جنيه، وهناك زبائن يشترون الكوبى والهاى كوبى التى يبدأ سعرها من 6 إلى 10 آلاف.

تعليم خواجات
على الجانب الآخر من الممر، يوجد محل إبراهيم محمد (50 عامًا)، المعروف بـ«إبراهيم أستيك»، حيث قال لنا: «ورثتُ المهنة أبًا عن جَد، وقد تعلَّم والدى على يد الخواجات، وبعد ذلك فتح محلًا فى الممر، وتخصص فى تجميع الساعات وصيانة (أستيك) الساعة، بجانب عمل الصيانة للساعات القديمة».
يتابع: «رغم دخول التكنولوجيا وشركات الإلكترونيات مثل (آبل) إلى عالم الساعات، فإن ساعة اليد التقليدية لايزال لها زبونها، خاصة أن العمر الافتراضى للساعات الذكية (smart witch) قصير مقارنة بالساعة التقليدية ذات الشكل الجذاب والأنيق، لذلك من يقول إن الربح الآن فى الساعات الذكية مخطئ، فلا تزال نسبة الإقبال الأكبر على شراء الساعات التقليدية، والشيء الوحيد الذى نعانيه هو نقص قطع الغيار».
ويلتقط منه طرف الحديث ناصر يحيى (40 عامًا): «أعمل فى المهنة منذ الصغر.. كان أبى يصطحبنى معه داخل الممر لأتعلم أصول المهنة، وكنت أظن مثل جميع الشباب أن المهنة تتجه للانقراض، لكننى اكتشفت أنها باقية، فالجميع يأتى إلى هنا ويبحث عن قطع الغيار ويرغب فى تجميع ساعات حسب الشكل الذى يرغب فيه، ووفق إمكانياته المادية، كما توجد محلات الآن تقوم بتصليح الساعات الاسمارت، فلا شيء يصعب على أصحاب المهنة، بل إننا نحلم بأن تكون لدينا نقابة مهنية».

ممر للصيانة
فيما يقول حافظ محمود (63 عامًا): «مهنة الساعاتى فى مصر عمرها مئة سنة، والممر مشهور بالصيانة أكثر من البيع، فأغلب الزبائن يجيئون إلينا لإصلاح الساعات القديمة، لكننا نواجه مشكلة نقص قطع الغيار خصوصًا للساعات من ماركات مثل أورينت وسيتيزن وأوميجا، لذا نضطر للحصول عليها من التوكيل الخاص بها، كما يأتى إلينا زبائن لتجميع الساعات الصينى، وهؤلاء يبحثون عن الشكل وليس الماركة»، مشيرًا إلى أن الساعة الصينى عليها إقبال أكبر، ويبدأ سعرها من 35-40 جنيهًا، وسعر الدستة يصل إلى 300 جنيه، بينما هناك ساعات تصل إلى 500 وألف جنيه حسب بلد التصنيع والماركة.
ويؤكد حافظ أن انتشار الساعات الذكية لم يؤثر فى رواج الساعات التقليدية، فعندما ظهرت الهواتف المحمولة فى أواخر التسعينيات ظن البعض أنها ستغنى عن الساعات، لكن هذا لم يحدث، فالساعة جزء من الأكسسوارات المكملة للأناقة، ومن اعتاد ارتداءها لا يمكنه الاستغناء عنها.

حفيد بابازيان
وفى قلب ميدان العتبة يقع محل «فرنسيس بابازيان»، أقدم محل ساعات فى مصر، وبمجرد دخولنا إليه شعرنا أن الزمن عاد إلى الوراء بنحو مئة عام، فهناك ترى ساعات بأشكال وتصاميم لم ترها من قبل، وهى ساعات خشبية ضخمة تعمل بنظام البندول أقرب إلى التحف والأنتيكات، حيث قال لنا أشود فرنسيس بابازيان: «جدى فرنسيس بابازيان هو أرمنى الأصل، أسس هذا المحل بعد أن جاء إلى مصر واستقر بها قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، وبعد وفاته انتقلت إدارة المحل إلى والدى، وكنت أعمل معه فى الإجازة الصيفية إلى أن تعلمت أصول المهنة، وأنا أعشق مصر لأننى ولدتُ فيها وخدمت فى الجيش ولم أذهب أبدًا إلى أرمينيا».
يتابع أشود: هذا المحل يعمل منذ 117 سنة، كنا نبيع الساعات، والآن متخصصون فى الصيانة فقط، وجميع الساعات الموجودة فى الفاترينة للعرض فقط، وكان لدينا 15 عاملًا فى ورشة المحل، ولكن حال المهنة لم يعد مثل السابق فى العالم كله، لكن الموبايل لم يقضِ على الساعات، فالمهنة لا تزال موجودة ولكن أسعار الساعات الماركات ارتفعت للغاية، فسعر الرولكس السويسرية وصل لـ35 ألف دولار، وتباع فى التوكيل، والساعة «تى سوت» تبدأ من 10 آلاف دولار  وتصل لـ20 ألف دولار، والقديم فى السويسرى يتراوح بين 7 و10 آلاف جنيه، وعندى ساعات سويسرية قديمه تصل لـ100 ألف جنيه، والمنتشر بالأسوق «الهاى كوبى» أما الأصلى فلا يباع فى العتبة، بينما يوجد فى  المحلات التى لديها توكيلات للماركات الأصلية، والساعة «الهاى كوبى» تبدأ من 500 جنيه، أما الشعبى الصينى فيبدأ من 20 جنيها ومتوفر بممر العتبة هذه الساعات.

للعرض فقط
ويشير أشود إلى أن جميع الساعات المعروضة فى المحل ليست للبيع، بل هى للعرض فقط، فأنا أحب اقتناء الساعات القديمة، وأغلب الزبائن المترددين على المحل يأتون لتصليح ساعات ورثوها عن أجدادهم»، وأوضح أن المحل لم يشهد أى تجديدات منذ تم إنشاؤه، ويقول: «جدى صمم المحل على الطراز الفرنسى، فجميع الحوائط مصنوعة من الخشب».
ويواصل: أخشى أن يأتى يوم نحتاج فيه لصنايعية مهرة فى صيانة الساعات التراثية ولا نجد، فعندما توقفت ساعة القلعة المتواجدة بالبرج لم يكن هناك سوى محل بابازيان لعمل صيانة لها، وظل العمل فيها 6 أشهر لأن الساعة كانت تحتاج لقطع غيار كثيرة واستكملها المحل، وفى ذلك الوقت كان يعمل فى المحل 20 صنايعيًا منهم من توفى ومنهم من غادر البلاد ولا أمتلك الصبر لتعليم أى عمال جدد.
وعن أبرز الساعات القديمة الموجودة فى المحل قال: لدينا ساعة ترجع إلى القرن الـ19، لافتًا إلى أن زبائن المحل كانوا من مشاهير رجال السياسة والفن مثل الفنانة أمينة رزق.

مجمع للصناعة
من ناحية أخرى، يوضح تامر سلطان رئيس شعبة الساعات بالغرفة التجارية، فكرة مقترح إنشاء مجمع صناعى للساعات، قائلًا: «قدمت للشعبة مقترح دراسة لإنشاء مجمع صناعى يجمع أكثر من مصنع فى قطاع الساعات، والشكل المبدئى لهذا المجمع شركة مساهمة تجمع جميع التخصصات فى أجزاء الساعة بدلا من عمل مصنع منفرد، وفى حال إنشاء هذا المجمّع ستكون هناك فرصة لزيادة الصادرات، خاصة أن هناك تكاملًا فى الأدوار، ونستطيع كشركة مساهمة أن نجذب الشريك الأجنبى بسهولة، وذلك بعد أن سمحت الغرفة التجارية بقانون أتاح إنشاء شركات، وحاليًا جميع أعضاء الغرفة يقومون على دراسات ووضع مقترحات لتنفيذ المشروع وعند الانتهاء من الدراسات وتجميع الآراء سيتم وضع الخطة التنفيذية أمام إبراهيم العربى، رئس الاتحاد العام للغرف التجارية، الذى وجه بأن يكون لكل شعبة رؤية للتطوير والتنمية فى قطاعها لتوطين الصناعات المحلية المختلفة.
ويضيف سلطان: «المجمّع الصناعى يهدف إلى لم شمل جميع الحرفيين العاملين بمهنة الساعات ويحمى هذه المهنة من الانقراض، ويشجع على جذب الشباب للعمل، بالتالى تتوالى الخبرات وتتيح هذه الفكرة الفرصة الأكبر لأصحاب المشروعات الصغيرة فى المنهة والكبيرة أيضًا بحيث يكون كلٌ فى مجاله، وأنا على علم بأن هذه الفكرة لم تطبق على مستوى العالم، فسوف نكون أول القائمين على تنفيذها».

أقرأ أيضأ : «حياته مظبوطة على الساعة».. «الساعاتي» صنعة مهددة بالاختفاء


«الساعاتى».. مهنة ضد «العقارب» – بوابة أخبار اليوم
أقراء أيضا


المصدر : منتوف و غوغل و مواقع انترنت 👇«الساعاتى».. مهنة ضد «العقارب» – بوابة أخبار اليوم

«الساعاتى».. مهنة ضد «العقارب» – بوابة أخبار اليوم

«الساعاتى».. مهنة ضد «العقارب» – بوابة أخبار اليوم