الحلم الألماني.. حين تقف الهجرة غير القانونية أمام تحقيقه!

الحلم الألماني.. حين تقف الهجرة غير القانونية أمام تحقيقه!

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on pinterest
Share on email
Share on whatsapp

الحلم الألماني.. حين تقف الهجرة غير القانونية أمام تحقيقه!

✈️ #الحلم #الألماني #حين #تقف #الهجرة #غير #القانونية #أمام #تحقيقه #منتوف #MANTOWF

الحلم الألماني.. حين تقف الهجرة غير القانونية أمام تحقيقه!
[ad_2]

كغيره من آلاف الشباب، كان لمصطفى قدمار أمل في بناء حياة جديدة في ألمانيا. اعتقد الشاب المغربي أن الأفق في ألمانيا أكثر من بلدان أخرى وصل إليها. لكن الهجرة غير القانونية، جعلت بقائه في البلد مستحيلا. فما قصته؟

هو شاب مغربي حاصل على باكلوريا في تخصص الهندسة الميكانيكية في المغرب، وبمدينة القنيطرة تسجل بمعهد نتاج شراكة مغربية ألمانية، به درس الميكانيك الصناعية لمدة سنتين وحصل على دبلوم. بهذا الدبلوم استطاع العمل في مختلف المصانع في مختلف المدن المغربية، لكن حلمه كان أكبر بكثير مما وفره له سوق العمل المغربي.

صديق له كان يحمل دبلوماً في نفس المجال، أخبره أن مصانع ليبيا تدفع مرتبات أفضل للأشخاص المتخصصين في مجاله، ومن هنا انطلق مسار الهجرة الذي لم يتوقف إلى الآن.

وصل إلى ليبيا في الفترة التي تلت مقتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، وبمدينة مصراتة استقر وعمل في شركات عديدة لمدة سنتين، أصيب في حادث عمل وعاد إلى المغرب لإجراء عملية جراحية. بعد شفائه وعودته، وجد العديد من زملائه وجيرانه قد اختاروا استغلال ظروف الانفلات الأمني في البلد، وهاجروا عبر البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا.

حصوله على الدبلوم المغربي الألماني سابقاً، جعل ألمانيا وجهته المقصودة، وظن أن الوصول إليها سيكون مفتاح الأمل والحياة الجديدة. انطلق رفقة أربعة شباب آخرين نحو مدينة زوارة الليبية، التي عرفت بكونها معقل تجمع المهاجرين مع الوسطاء.

صورة لمركبة تابعة لخفر السواحل  بالقرب من قارب للمهاجرين/ رويترز
صورة لمركبة تابعة لخفر السواحل بالقرب من قارب للمهاجرين/ رويترز

الانطلاق نحو “الحلم”

كلفته الرحلة 500 يورو، سلمها للوسيط الذي استقبلهم في غرفة في منزله لمدة تناهز 25 يوما، في انتظار أن يتوفر مركب يشتري صاحبه المهاجرين من الوسطاء. قال مصطفى “كأنها تجارة عبيد، من يتوفر على مركب، يشتري المهاجرين من الوسيط الذي يقوم بتجميعهم في منزله بمقابل مادي، ثم يعيد بيعهم للشخص الذي سيوصلهم بحراً بمقابل قد يصل إلى خمسين يورو للشخص الواحد”.

بعد توفر المركب، أخبرهم الوسيط أن الرحلة ستنطلق، وكانت أول وسيلة نقل ركبوها شاحنات ضخمة مخصصة لنقل البضائع. يقول مصطفى “كنا مغاربيين وأفارقة وسوريين، مئات الأشخاص من كل الجنسيات. نقلونا نحو البحر وهناك وجدنا في انتظارنا مراكب شبيهة بمراكب الصيد لكنها مكونة من طابقين. تم تحميل المهاجرين فيها بشكل سريع وبحمولة تفوق طاقتها الاستيعابية”.

يوم 26 مايو/أيار 2015، وهو ذكرى ميلاده، وصل المركب الذي ركبه مصطفى للمياه الإيطالية، وعلى الساعة السادسة صباحاً، وجدهم خفر السواحل الإيطالي الذي استدعى سفينة إنقاذ لمساعدتهم. يقول مصطفى “كان المركب مكتظا، وكان بين المهاجرين نساء رفقة رضع وأطفال صغار، وحين علم الجميع أن عملية الإنقاذ ستبدأ، بدأوا بالتدافع إلى أن كاد المركب ينقلب. كانت فعلا أصعب لحظات رحلة الهجرة وأخطرها، تلك المشاهد لا تغادر مخيلتي أبدا إلى اليوم”.

بعد تحميل كل من كان في المركب على متن سفينة الإنقاذ، انتظر الطاقم إلى حين العثور على المزيد من المراكب لإنقاذ مهاجرين آخرين، بعدما وصلت السفينة لأقصى حمولتها، اتجهت نحو ساحل مدينة تورنتو الإيطالية الواقعة في الجنوب، وهناك استكمل المهاجرون إجراءاتهم وتم إخلاء سبيلهم.

مصطفى رفقة صديقه الفلسطيني بمدينة كولن الألمانية. الصورة: خاصة
مصطفى رفقة صديقه الفلسطيني بمدينة كولن الألمانية. الصورة: خاصة

الوصول إلى ألمانيا

كان هدف الشاب المغربي قبل انطلاق الرحلة هو الوصول إلى ألمانيا، “لذلك فور إطلاق سراحي، انطلقت نحو شمال إيطاليا، عن طريق ركوب القطارات خفية إلى غاية الوصول إلى مدينة برينيرو الحدودية مع النمسا”.

تمكن مصطفى رفقة مهاجرين آخرين أحدهما مغربي والآخر فلسطيني من دخول ألمانيا عبر الاختباء تحت قطار يحمل سلعاً في اتجاه ألمانيا “لقد كانت مغامرة خطيرة، كنا تحت القطار معلقين بشكل غير آمن أبداً، كان يمكن أن يسقط أي منا ويفقد حياته، لكننا نجونا بأعجوبة، وعند توقف القطار وجدنا أنفسنا في مدينة ميونخ الألمانية”.

سلم مصطفى وصديقيه أنفسهم للشرطة، وقاموا بالإجراءات القانونية الاعتيادية، وأمضوا طلبات اللجوء. من هناك تم إرسال مصطفى نحو ولاية شمال الراين وستفاليا، التي انتقل بين مدنها من مخيم إلى آخر إلى أن استقر ببلدة دلبروك.

يحكي مصطفى “طيلة فترة تنقلي من مخيم إلى آخر كنت أركز على تعلم اللغة الألمانية، ظننت أن ذلك سيساعدني وكنت مثابراً ومواضباً، وتحسنت لغتي الألمانية بسرعة. كما أني قمت بترجمة دبلوماتي بمساعدة “Agentur für Arbeit”، التي وفرت له أيضا تدريبا لمدة 800 ساعة لتحسين معارفه في مجال الحاسوب.

صورة تعبيرية لطلب لجوء
صورة تعبيرية لطلب لجوء

أسباب اختيار ألمانيا

صحيح أن الدبلوم الذي حصل عليه مصطفى في المعهد المغربي الألماني كان السبب في جعل ألمانيا اختياره الأول، لكن حسب الخبير في مجال الهجرة، حسن المحافظ فإن العديد من الأسباب الأخرى تجعل ألمانيا وجهة مفضلة للمهاجرين. 

يقول “ألمانيا تجذب المهاجرين بسبب اقتصادها القوي ونظامها الاجتماعي، فهي تختلف كثيرا عن دول أوروبية أخرى في مجال حقوق العمال، إذ توفر لهم تعويضات عن فقدان الشغل والبطالة وغيرها. كما أن فرص العمل كثيرة، والدولة تقدم مساعدات كبيرة في مجال التكوين والبحث عن عمل. كذلك النظام الصحي والتأمينات الإجبارية أمر إيجابي تفتقده الكثير من البلدان الأخرى”.

أمر لا ينفيه مصطفى الذي اعتبر أن “الاقتصاد القوي وتقدم مجال الصناعة والتكنولوجيا، وهو مجال تخصصي، كانا سببين في تحفيزي. صحيح أن اللغة صعبة للغاية، لكني أتقنتها بالدراسة يومياً والمثابرة، حاولت أيضا أن أجد تدريباً ولم أفلح، وحاولت أيضا الاستقرار عبر الزواج، لم ينفع أي حل لأن القوانين هناك قاسية للغاية”.

صورة تعبيرية لعملية ترحيل تقوم بها السلطات الألمانية
صورة تعبيرية لعملية ترحيل تقوم بها السلطات الألمانية

قرار الترحيل

لكونه مواطناً مغربياً، تلقى مصطفى قرار طرد من السلطات الألمانية، فهو ينحدر من بلد آمن ولا حق له في اللجوء. حينها فكر مصطفى في الهجرة نحو بريطانيا التي تعرف بين المهاجرين بسهولة إيجاد عمل في السوق السوداء. مروراً ببلجيكا وصولا إلى كاليه، كانت له محاولة للوصول إلى الجانب الآخر من القناة الإنجليزية، لكن شرطة الحدود استطاعت إيجاده داخل شاحنة لنقل السلع وألقت القبض عليه.

بعد إطلاق سراحه عاد إلى ألمانيا، وبعد استنفاذ كل الطرق والمحاولات للبقاء في البلد، قرر بعد احتفالات رأس سنة 2017، الانطلاق نحو إسبانيا للاستقرار فيها “سألت كثيراً، وأخبرني الجميع أن الدولة التي يمكن لي كمغربي الاستقرار فيها هي إسبانيا، هناك فرص عمل في السوق السوداء وقوانين أسهل بكثير تساعدني على تسوية وضعيتي بمجهود بسيط بعد سنوات قليلة”.

يشرح حسن المحافظ أن المهاجرين غير القانونيين القادمين من الدول الآمنة حسب التصنيف الألماني، لا فرصة لديهم في البقاء في ألمانيا. في حال طلب اللجوء، يكون هناك تسريع في دراسة طلبه، فيصدر قرار الرفض بشكل أسرع من حالات الأشخاص القادمين من مناطق صراعات وحروب. “قرار الرفض يعني وجوب مغادرة ألمانيا، وفي حالة الرفض للامتثال لأوامر السلطات يتم الترحيل بعد الاتفاق مع سلطات بلد المهاجر”.

يمكن تأخير الترحيل فقط عبر رفع طلب اعتراض لمحاكم الاختصاص، أو بسبب رفض دولة المهاجر الأصلية استقباله، أو في حالة المرض الذي يستحيل معه سفر الشخص المعني بقرار الترحيل. في هذه الفترة، يكون من غير المسموح للمهاجر بالعمل ويتلقى مساعدات قليلة للغاية بالكاد تكفيه لمصروفه اليومي.

مصطفى بالقرب من قصر الحمراء في غرناطة الإسبانية. الصورة: خاصة
مصطفى بالقرب من قصر الحمراء في غرناطة الإسبانية. الصورة: خاصة

البديل: الاستقرار في إسبانيا

ثلاث سنوات من العيش في إسبانيا والعمل في حقول الجنوب الإسباني وسيرة جيدة لدى الشرطة وعقد عمل وعقد كراء مكنتني من تسوية وضعيتي”، يحكي مصطفى، الذي يقوم منذ استقراره، بسرد تجربته في شقيها الإيجابي والسلبي، ويقدم تفاصيلها عبر قناته على موقع يوتوب، حيث يشرح القوانين التي لها علاقة بوضعية المهاجرين لأبناء بلده باللهجة المغربية.

وعن الفرق بين حياة المهاجر غير القانوني في كل من ألمانيا وإسبانيا، يصفه الخبير في شؤون الهجرة حسن المحافظ بأنه فرق كبير. يقول “في إسبانيا يستطيع المهاجر التسجيل في البلدية والحصول على شهادة سكن، أما في ألمانيا فالأمر مستحيل. كما أن إمكانية تسوية الوضعية القانونية تشترط فقط البقاء في إسبانيا لسنوات قليلة بشرط عدم مغادرتها والحصول على عقد عمل وكراء سكن، وهي أمور لن يتمكن مهاجر غير قانوني من القيام بها في ألمانيا”.

فرق آخر كبير بين البلدين، حسب المحافظ، يتمثل في كون “إسبانيا لا تمنع فعليا عمل المهاجرين غير القانونيين في مزارعها بالجنوب في السوق السوداء، وهو العمل الذي يعتمد عليه أغلب المهاجرين غير القانونيين في إسبانيا. بينما لا تتساهل السلطات الألمانية أبدا في هذا الموضوع وتمنعه تماماً”. وتحدث الخبير عن فرق أخير بين البلدين يتمثل في أن “إسبانيا في حاجة لليد العاملة ذات المؤهلات البسيطة، بينما تركز ألمانيا على جذب العمال المهرة”.

ماجدة بوعزة

الحلم الألماني.. حين تقف الهجرة غير القانونية أمام تحقيقه!
أقراء أيضا
افضل 40 تطبيق أندرويد مجانا بأداء خرافي

المصدر : منتوف ومواقع انترنت 👇الحلم الألماني.. حين تقف الهجرة غير القانونية أمام تحقيقه!
[ad_1]
الحلم الألماني.. حين تقف الهجرة غير القانونية أمام تحقيقه!
https://www.infomigrants.net/ar/post/40004/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D9%87