الجزائر… فرنسا… المستقبل والتحصيل

الجزائر… فرنسا… المستقبل والتحصيل

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on pinterest
Share on email
Share on whatsapp

الجزائر… فرنسا… المستقبل والتحصيل

🟢 #الجزائر #فرنسا #المستقبل #والتحصيل

الجزائر… فرنسا… المستقبل والتحصيل
[ad_2]

هل تكون زيارة الرئيس الفرنسي المطولة إلى الجزائر، قد طوت صفحة من تاريخ كتب له ألا يطوى؟ «قصة ليست بالبسيطة» قال الرئيس الفرنسي عندما اختار وصف العلاقات الفرنسية الجزائرية بهذه الطريقة، ملمحا إلى سجل التاريخ من دون أن يستغرق فيه.. عمدا. آه من سجل التاريخ، خاصة عندما يصل إلى هذه الدرجة من التعقيد، وبعبارة أخرى، إلى درجة قد تحجب الرؤية عن المستقبل.
لكن في الوقت نفسه أتمنى ألا يساء تفسير كلامي، أتفهم جيدا موقف المستاء من ابتعاد فرنسي نسبي عن تناول الذاكرة من زاوية الاعتذار والتعويضات (نسبي، لأن الرئيس الفرنسي اعتذر باسم الجمهورية الفرنسية في ثلاثة مواقف، ومسألة التعويضات عن التجارب النووية في طور النقاش والحلحلة) لكن أتفهم جيدا في المقابل أن تجد أصواتا أخرى، ومنها جزائرية كثيرة، تضع المستقبل كمعيار أساسي لتسجيل افتتاحية جديدة.

القول بأن فرنسا، التي لا تمثل وارداتها الغازية سوى 5% من إنتاج الجزائر، أتت «من أجل الغاز»، ليس دقيقا لا دبلوماسيا ولا علميا

ليست كلمة «مستقبل» مجرد كلمة دبلوماسية تزيينية رونقية، تنتمي إلى فضفضة لغوية يلتجأ إليها في مواقف رسمية، لأن المستقبل صرح متين وقويم يمكن على أساسه ارتياد آفاق جديدة تتناغم مع نمط حياة المجتمع الراهن. ونمط حياة المجتمعين الجزائري والفرنسي الراهنين يقتضي ترتيب الأولويات، وفق معطيات الإبداع والثقة والرخاء. هنا يجب أن لا نتفادى أن كلمة « استثمار» مرتبطة عضويا بالمستقبل، عندما نستثمر، نستثمر للمستقبل. وبالتالي، لا يمكن تفادي – على الرغم مما قام به مراقبون عديدون، أن زيارة وهران وليس الجزائر العاصمة فقط، زيارة لها دلالة قوية، فالمراهنة على شباب المستثمرين والشركات المتوسطة والصغرى (Start Up)مفتاح استثماري يخرج عن المسالك التقليدية المحصورة على المحروقات، وفعلا، أن القول بأن فرنسا، التي لا تمثل وارداتها الغازية سوى 5% من إنتاج الجزائر، أتت «من أجل الغاز»، ليس دقيقا لا دبلوماسيا ولا علميا. حينها، يصبح ما يراه البعض عنصر مفاجأة، وما يراه البعض الآخر مجرد براغماتية، مفتاحا مصيريا لفرنسا، التي بدأت تستبق أن الشريك الاقتصادي التقليدي للجزائر، رصد له الدخول في توازنات جديدة مع قوى صاعدة أخرى افريقية أساسا، حشرت لمدة غير قصيرة في زاوية «العالم الثالث». لكن بالإمكان أيضا تفعيل مبدأ أساسي من الشراكات الاقتصادية، كثيرا ما يحشر هو الآخر في زاوية المتروكات جانبا، وهو مبدأ «رابح رابح». فعندما يتوجه رئيس بلد إلى بلد مضيف، على رأس وفد يضم أكثر من 90 صانع قرار/ أغلبهم من المجتمع المدني، لا يمكن حصر الحديث في الرمزيات، واعتبار التوقيع على شراكة متعددة الوجوه في صالون الشرف في مطار بومدين (الذي قرأته مذيعة في إحدى أشهر الإذاعات العربية، بتسكين الميم وفتح الدال!) حادثا عرضيا. ثمة قول مأثور فرنسي شهير بدأ استعماله عندما نالت الجزائر استقلالها ثم تعمم في فرنسا: «الماضي ضامن للمستقبل»، وقد استعمله أكثر المتفائلين بمستقبل الجزائر المستقلة، للدلالة على الحقبة الجديدة ما بعد الحقبة الاستعمارية، معتبرين الأخيرة لاغية في ما ستمثل الفترة الجديدة للأجيال القادمة تلك الحلقة المتجددة من الماضي الذي ستذوب فيه مآسي الزمن.
وبالحديث عن الزمن، دعونا نختتم بما يقوله ناشر رواية «نجمة» للكاتب الجزائري كاتب ياسين: «يتحرك الفكر الأوروبي ضمن تصور عمودي للزمن، بينما يتطور الفكر العربي ضمن تصور دائري للزمن، ليست فيها المسارات العرضية سوى عودات… ما يذيب المستقبل والماضي في أبدية اللحظة. هذا الخلط بين الأزمنة، الذي يسنده المراقبون المتسرعون إلى حب للإبهام، ما هو إلا سمة من سمات عبقرية التحصيل». التحصيل، مفهوم أساسي عندما نريد الجمع بين إيجابيات مواقف من روافد عديدة، استعمل في فرنسا أساسا لتكوين ائتلافات سياسية حكمت ونحتت وجها لتاريخ الإصلاحات. ينطبق التحصيل على التيارات السياسية والتوجهات الأيديولوجية كما ينطبق على الأزمنة، وأراه كالمخرج الوحيد لطي صفحة الماضي، بما يرفد المستقبل بالعدة اللازمة لمقاربة بناءة ومنتجة.
باحث أكاديمي وإعلامي فرنسي

الجزائر… فرنسا… المستقبل والتحصيل
أقراء أيضا
افضل 40 تطبيق أندرويد مجانا بأداء خرافي

المصدر : منتوف ومواقع انترنت 👇الجزائر… فرنسا… المستقبل والتحصيل
[ad_1]
الجزائر… فرنسا… المستقبل والتحصيل