البحث عن قبلة جديدة.. كيف أصبحت تركيا الوجهة المفضلة لمسلمي فرنسا؟

البحث عن قبلة جديدة.. كيف أصبحت تركيا الوجهة المفضلة لمسلمي فرنسا؟

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on pinterest
Share on email
Share on whatsapp

البحث عن قبلة جديدة.. كيف أصبحت تركيا الوجهة المفضلة لمسلمي فرنسا؟

🟢 #البحث #عن #قبلة #جديدة #كيف #أصبحت #تركيا #الوجهة #المفضلة #لمسلمي #فرنسا

البحث عن قبلة جديدة.. كيف أصبحت تركيا الوجهة المفضلة لمسلمي فرنسا؟
[ad_2]

في ظل التصعيد الكبير الذي تمارسه فرنسا ضد الجالية الإسلامية، التي أصبحت تعاني تهديدا وجوديا واستهدافا واضحا لها من شتى الأطياف السياسية وعلى رأسها الحكومة الفرنسية نفسها، فرضت “الهجرة” نفسها على ساحات النقاش في مجتمعات المهاجرين الفرنسيين بوصفها توجُّها شرعيا لحفظ النفس والدين. وفي وقت اختار فيه البعض العودة إلى البلدان التي قدم منها آباؤهم مثل بلدان المغرب العربي، توجَّه آخرون نحو اختيار آخر يحافظون من خلاله على بعض النسق الغربي لحياتهم مثل بريطانيا وكندا باعتبارها دولا أقل عداء للمسلمين.

بيد أن ثمة طرفا ثالثا ظهر في السنوات الأخيرة ويميل إلى اختيار وسط بين العودة إلى حيث أتى والهجرة نحو الغرب الناطق بالإنجليزية، ويجمع بين الثقافة الإسلامية ومظاهر العيش الغربية في آنٍ واحد: إنها تركيا، مركز الخلافة العثمانية السابقة، والبلد الذي ما انفك يرفع صوته عاليا في أكثر من مناسبة دفاعا عن المسلمين في عدد من مناطق الصراع، ويتمتَّع في الوقت نفسه بدرجة عالية من التحديث السياسي والاجتماعي والاقتصادي جعلته معقلا للعرب والمسلمين الفارين من الاضطهاد في بلدانهم، ليس فقط في الشرق، ولكن في الغرب أيضا على ما يبدو.

تركيا.. حضور وسط مسلمي فرنسا

“تركيا بلد كبير، لكن يجب ألا تتدخَّل في شؤون فرنسا الداخلية، إنه أمر صادم أن تعتقد القوى الأجنبية أن المسلمين في فرنسا تابعون لها”.

(جيرارد دارمنان، وزير الداخلية الفرنسي)

ثمة خلاف واضح بين تركيا التي تحاول أن تموضع نفسها بوصفها دولة مسلمة تلعب دور الريادة في العالم الإسلامي، وفرنسا التي أعلنت حربا بلا هوادة على جميع مظاهر الإسلام.

تفرض تركيا حضورا قويا لها داخل فرنسا بفضل جالية تركية مُعتبرة يتراوح تعدادها بين 700 ألف ومليون شخص يحمل نصفهم الجنسية الفرنسية، وقد بات هذا الحضور الديمغرافي مصدر قلق واضح للساسة في باريس ممَّن يرون في تركيا خصما يتحدى مصالح فرنسا في عدد من مناطق العالم مثل ليبيا والمغرب العربي وبعض الدول الأفريقية، ومنها مالي.

سرعان ما أخذ هذا القلق من التحرُّكات التركية داخل فرنسا بُعدا آخر، ليس بسبب الحضور الكبير للأتراك في عدد من المجالات الاقتصادية، ولكن بسبب الصوت المرتفع لأنقرة في القضايا التي تخص الجالية الإسلامية بفرنسا، إذ سبق ودعا الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى مقاطعة البضائع الفرنسية، واصفا ماكرون بالمختل عقليا، وذلك ردا على تأكيد الرئيس الفرنسي ماكرون دعمه لحرية رسم كاريكاتير مُسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. (1)

ثمة خلاف واضح إذن بين تركيا التي تحاول أن تموضع نفسها بوصفها دولة مسلمة تلعب دور الريادة في العالم الإسلامي، وفرنسا التي أعلنت حربا بلا هوادة على جميع مظاهر الإسلام في البلاد نظرا لما تراه من تَعارُض بينها وبين اللائكية (العلمانية الفرنسية). وتخشى فرنسا تفشي تلك المظاهر المنافية للثقافة الفرنسية بواسطة الحضور الديني التركي، إذ تضم فرنسا من 300 إلى 400 مركز ديني مرتبط بالجالية التركية من أصل 2600 مسجد داخل البلاد، أي ما يُمثِّل نسبة تصل إلى 15% من المراكز والمساجد الإسلامية.

“الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية” (DITIB)، وهي جمعية تابعة مباشرة للدولة التركية وظيفتها رعاية شؤون الجالية التركية، ولها حضور كبير في مجال الدعوة إلى الإسلام داخل فرنسا وألمانيا.

تُثبث تركيا حضورها داخل فرنسا عبر مؤسستين رئيسيتين، (2) الأولى هي “الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية” (DITIB)، وهي جمعية تابعة مباشرة للدولة التركية وظيفتها رعاية شؤون الجالية التركية، ولها حضور كبير في مجال الدعوة إلى الإسلام داخل فرنسا، وتقدِّم عددا من الدروس الإسلامية باللغة التركية، والثانية جمعية “مللي كوروش” (Millî Görüş)، ويصفها الإعلام الفرنسي بأنها مُقرَّبة من جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها فرنسا عدوا لها، وتضم هذه الجمعية نحو 100 ألف شخص في أوروبا، كما تعمل في فرنسا وحدها على تنظيم شؤون ما يقرب من 300 جمعية أخرى أصغر منها.

لم يكن الحضور الإسلامي التركي في فرنسا قويا في السابق، بل هامشي في الحقيقة. غير أن الجمعيات والمراكز الإسلامية التركية بدأت تنشط طيلة العقد الماضي داخل البلاد، وتوَّجت نشاطها ذلك عام 2017 حينما تربَّع “أحمد أوغراش” على عرش المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، ليصبح أول رئيس تركي للجهاز الذي أسَّسه الرئيس الفرنسي السابق “نيكولا ساركوزي”. وفي يناير/كانون الثاني 2020، تمكَّن الأتراك من تشكيل أغلبية داخل المجلس نفسه في سابقة لأول مرة منذ تأسيسه سنة 2003. (3)

ثمَّ سرعان ما اتجه الحضور التركي صوب تشييد المساجد داخل فرنسا، إذ يعكف الأتراك الآن على بناء مسجد السلطان أيوب بمدينة ستراسبورغ شرقي البلاد، الذي سيكون أكبر مسجد إسلامي في أوروبا كلها. وقد بدأت المشكلات الخاصة بالمسجد بعد أن تمكَّنت جمعية “مللي كوروش” من الحصول على موافقة من بلدية ستراسبورغ لتمويل 10% من أعمال البناء التي تُقدَّر بنحو 25 مليون يورو. ورغم قانونية ذلك التمويل، هاجم “جيرارد دارمنان”، وزير الداخلية الفرنسية، بلدية المدينة لأنها تساعد على تبعية المسجد لجهة أجنبية على حد وصفه، وهو هجوم جاء في سياق رفض جمعية “مللي كوروش” التوقيع على وثيقة مبادئ الجمهورية. (4) (5)

بينما تفاقم الضغط على الجمعية التركية، فإنها قرَّرت سحب طلبها بمشاركة بلدية ستراسبورغ في تمويل المسجد، لتُعفي مجلس المدينة من الحرج الكبير الذي طاله، خصوصا بعد الضغط الإعلامي الذي قاده وزير الداخلية الفرنسي. ثمَّ عادت جمعية “مللي كوروش” في إبريل/نيسان المنصرم وعقدت ندوة صحفية انتقدت فيها الهجوم المستمر من طرف دارمنان على عدد من الجمعيات الإسلامية التي رفضت التوقيع على وثيقة مبادئ الجمهورية، وهي وثيقة ثانوية لا تعوق تطبيق القانون الذي وافق عليه البرلمان الفرنسي، الذي يفرض قيودا واضحة على أنشطة المسلمين في فرنسا تحت ذريعة مكافحة الانفصالية. (6) (7)

بحثا عن قبلة جديدة

“هاجرت إلى تركيا لأنني لم أرد أن أُعامَل أنا وبقية الفرنسيين الذي اعتنقوا الإسلام مثل اليهود في الأربعينيات، فعندما تعتنق الإسلام، حتى وإن كنت فرنسيا أصيلا، يُنظر إليك كشخص خائن”.

(ديفيد بيزيد، مواطن فرنسي اعتنق الإسلام) (8)

يعيش المسلمون في فرنسا على وقع التهديد المستمر بسبب العديد من الأحداث والهجمات التي عرفتها البلاد، وآخرها حادثة مقتل الأستاذ الفرنسي “صامويل باتي” بعد عرضه رسوما مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم في حصة دراسية تتناول “حرية التعبير”. وفي ظل هذه الأجواء، تظهر فكرة “الهجرة” المُستمَدَّة من جيل المسلمين الأُوَل الذين فرّوا من مكة لحماية دينهم، ولا يمكننا الحديث عن الهجرة الاختيارية من فرنسا دون الحديث عن تركيا هذه الأيام، إذ إنها تظل إحدى الوجهات المفضلة التي تستقطب المسلمين المقيمين في فرنسا، سواء كانوا حاملين لجنسيتها أم لا.

يُداعب حلم الهجرة الكثير من الشباب الفرنسي المسلم، ويظهر ذلك جليا في مئات المجموعات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تنشط في مجال ربط المسافرين بالراغبين في السفر، وتُتيح المعلومات حول الهجرة إلى تركيا، من تلك المعلومات المتعلقة بفرص العمل أو السكن، والمعلومات حول المجال الصحي وتعليم الأبناء، إلى آخر هذه المسائل التي تشغل بال مَن يريد نقل حياته من بلد إلى آخر.

قبل عام ونيف، اختارت جريدة “يني شفق” التركية، المُقرَّبة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، أن تضع على صفحتها الأولى صورة لشابتين فرنسيتين إحداهما من أصول مغاربية والأخرى اعتنقت الإسلام، من أجل تسليط الضوء على ظاهرة فرار المسلمين من فرنسا إلى تركيا بحثا عن حرية دينية أكبر في ظل رهاب الإسلام المتفشي في فرنسا. وقد نشرت الجريدة على موقع “فيسبوك” تفاصيل رحلة الفتاتيْن، حيث لقي المنشور تفاعلا كبيرا. (9)

تصب خطوة الهجرة من فرنسا في صالح عدد من الشخصيات السياسية الفرنسية التي أكَّدت أكثر من مرة أنها تُرحِّب برحيل أولئك الذين لا يرغبون في الاندماج الكامل مع أسلوب الحياة الفرنسي. ولكن في الوقت نفسه، لا توجد أي إحصائيات دقيقة حول تلك الهجرات، باستثناء بعض التغطيات الإعلامية القليلة التي تهتم بها مع إبداء بعض المؤسسات الأكاديمية التابعة لجامعة “ليل” الفرنسية اهتماما بهذا الملف، إذ تعكف الجامعة على دراسة هجرات المسلمين من فرنسا، ومن المُنتظَر أن ترى نتائج هذه الدراسة النور في الأشهر القليلة المقبلة. وعلى كل حال، تظل تركيا خيارا جيدا بالأساس للمهاجرين والفرنسيين الذين لا يتكلمون اللغة التركية ولا يأبهون للسياسة الداخلية التركية. ولعل أبرز ما يشجعهم على ذلك هو الخط السياسي لأنقرة التي ترفع صوتها عاليا في وجه الاتحاد الأوروبي كلما طرأ أي جديد حول أوضاع المسلمين في البلدان الغربية، خصوصا ألمانيا وفرنسا.

نشرت وكالة الأناضول في هذا الصدد تقريرا حول عدد من المهاجرين تركوا فرنسا نحو تركيا، مُسلِّطة الضوء على قصة “هَوَا”، وهي سيدة فرنسية من أصول تركية عاشت بضواحي باريس ولم تفكر أبدا في الهجرة من البلد الذي وُلدت وعاشت فيه، حتى ذلك اليوم الذي تعدَّى فيه أستاذ جامعي عليها لفظيا مُطالِبا إياها بنزع حجابها رغم قانونيته داخل الحرم الجامعي. وقد تمكَّنت “هَوَا” من المشاركة في مسابقة نظَّمتها وزارة الثقافة والسياحة التركية، وفازت بالجائزة وهي رحلة سفر إلى تركيا لمدة عشرة أيام، رحلة دفعتها إلى الإعجاب الكبير بتركيا. وبعد عودتها إلى فرنسا، وفي طريقها إلى الجامعة من أجل استخراج شهادتها الجامعية، تعرَّضت “هَوَا “مرة أخرى للهجوم من طرف رجل مُسِن قال لها إنه عندما ينظر إليها يظن نفسه في العصور الوسطى. وبعد ساعات من تلك الواقعة، صرخ أحدهم في القطار بوجهها مُطالِبا إياها أن تعود إلى بلدها، وواصفا إياها بـ”العربية القذرة”. في الأخير، عزمت “هَوَا” على السفر إلى البلد الذي أتى منه أبواها ابتداء. (10)

تُعَدُّ الهجرة المَهرب الوحيد أيضا للشباب المسلم في فرنسا، خصوصا الفتيات اللائي لا يملكن أي فرصة في إيجاد وظيفة، اللهم إلا بعض الأعمال مثل التنظيف أو رعاية كبار السن، ومع نظرة المجتمع المتدنية للعاملين في هذه المجالات ومقابلها المادي الذي لا يتجاوز الحد الأدنى للأجر، تُخطِّط الكثير من الأُسَر للهجرة لتمنح أبناءها فرصة أكبر في الحصول على عمل في مجال الدراسة، وهو السبب الذي دفع أسرة “أنيسة” لترك فرنسا وابنتهم في سن 14 عاما، إذ رغبت ابنتهما في دراسة الطب، وهو مجال لا يمكن وُلوجه بالحجاب في فرنسا. (11)

تشعر الجالية الإسلامية في فرنسا هذه الأيام بنوع من عدم جدوى خوض النقاشات من أجل الدفاع عن حقوقها، فالدفاع عن الإسلام وثوابته يجعل الحكومة الفرنسية تَصِم الفاعل بـ “الإسلاموية” ومحاولة فرض الإسلام السياسي على المجتمع، وهو ما يُعرِّض صاحبه لاتهامات بالتطرُّف والإرهاب قد تجر عليه الكثير من المشكلات منها الترحيل وسحب الأبناء من طرف إدارة الخدمات الاجتماعية.

الانتخابات الفرنسية.. هل تُسرِّع من وتيرة الهجرة؟

“المسلمون يعتبرون قوانين الشريعة أكثر قدسية من قوانين الجمهورية، إن كانوا يظنون ذلك، فعليهم الرحيل، لماذا يتمسكون بالبقاء في فرنسا في الوقت نفسه الذي يرون فيه أن البلاد لا تُقدِّم لهم حقوقهم كاملة؟”.

(“نادين مورانو”، وزيرة سابقة ونائبة فرنسية بالبرلمان الأوروبي عن الحزب الجمهوري)

تعود أصول “الإسلاموفوبيا” أو “رُهاب الإسلام” في فرنسا إلى بداية القرن العشرين، حيث ظهر ما بين عامَيْ 1910-1920 في عدد من الوثائق التي تصف التعامل غير الآدمي للقوى الاستعمارية الفرنسية مع المسلمين من السكان الأصليين لمستعمرات باريس، لا سيما في دول المغرب العربي. وقد احتفظت فرنسا على المستوى السياسي والثقافي، على عكس بقية الدول الغربية والاستعمارية، بجزء كبير من ذلك الإرث، الذي أثَّر على رؤيتها للثقافة الإسلامية وقدرتها على الانسجام مع العالم الحديث أكثر من الدول الغربية المحيطة بها. ودونًا عن معظم الدول الغربية المحيطة، يبدو أن فرنسا في طريقها لتجاوز توصيف الإسلاموفوبيا باعتبارها ظاهرة ومشكلة تحتاج إلى محاربتها ومعالجة أسبابها إلى اعتبارها ظاهرة مفهومة ينبغي التطبيع معها. فثمَّة خط جديد منتشر، على الأخص بين صفوف أنصار اليمين الفرنسي، مفاده أن في ظل الانفصالية الكبيرة التي تُبديها الثقافة الإسلامية داخل فرنسا -من وجهة نظرهم- فإن الفرنسيين لديهم الحق أن يعانوا من الإسلاموفوبيا في نهاية المطاف. (12)

مع وصول “إيمانويل ماكرون” إلى قصر الإليزيه، بدأ “رُهاب الإسلام” يتخذ خطا أقرب إلى سياسة الدولة،

في يوليو/تموز 2013، وفي لقاء صحفي مع موقع “لِه نوفيل أوبزرفاتور” (Le Nouvel Observateur)، قال “إيمانويل فالس”، رئيس الحكومة الفرنسية السابق، إنه يرفض استخدام مصطلح “إسلاموفوبيا” ويُفضِّل “العنصرية ضد المسلمين”، مُتبنِّيا بذلك طرح الكاتبة الفرنسية “كارلوين فوريست”، التي قالت إن “رهاب الإسلام” مصطلح يمكن أن يُشير إلى إدانة الإسلام الأصولي، ومن ثمَّ فإن تجريم رهاب الإسلام يعني منع انتقاد الإسلام بوصفه ديانة، وهو ما لا يتفق وحرية التعبير. من جهته رفض “آلان غريش”، رئيس التحرير السابق لجريدة “لوموند دبلوماتيك”، وجود أي بُعد عنصري لمصطلح “الإسلاموفوبيا” أو “رهاب الإسلام”، مُعتبرا أن المصطلح ما هو إلا محاولة للحديث عن العنصرية ضد العرب والجيل الجديد من المهاجرين الذي يُعرِّف نفسه أولا بوصفه “مسلما”. (13)

مع وصول “إيمانويل ماكرون” إلى قصر الإليزيه، بدأ “رُهاب الإسلام” يتخذ خطا أقرب إلى سياسة الدولة، وفي ظل تصدُّر حاملي الأفكار اليمينية لاستطلاعات الرأي الفرنسية حول الانتخابات الرئاسية القادمة التي ستُقام خلال أقل من ثلاثة أشهر، فإن عدد المهاجرين من فرنسا، والراغبين في السفر منها إلى تركيا أو الدول الناطقة بالإنجليزية، قد يتضاعف بعد أن تظهر نتائج هذه الانتخابات، التي يُتوقَّع أن تزيد السياسة الرسمية الفرنسية عداء للثقافة الإسلامية في فرنسا، أيًّا كان الفائز فيها.

في حديثه لموقع “ميدان” يقول “مراد الغزلي”، السياسي الفرنسي ذو الأصول العربية، والناشط في ملف “حقوق المسلمين في فرنسا” الذي حطَّ رحاله في تركيا منذ مدة، يقول إن الانتخابات الفرنسية قد تؤول إلى مزيد من الهجرات خارج فرنسا. وقد بدأ الغزلي مشاريع استثمارية عقارية في تركيا تستهدف المهاجرين المسلمين الباحثين عن حياة مستقرة خارج فرنسا، وصرَّح قائلا: “الاختيارات محدودة، فهناك مَن سيذهب إلى بعض الدول الغربية التي تمنح حرية دينية أكبر مثل بريطانيا مثلا، لكن تركيا تتمتَّع بميزة مهمة وهي الجمع بين النمط الأوروبي بصورة جزئية، وممارسة الشعائر والتقاليد الإسلامية دون قيود”.

أكَّد الغزلي أنه يرى تزايد الراغبين في الفرار من فرنسا بنفسه من خلال الإقبال المتنامي على مشاريعه، التي لا يجد صعوبة في التسويق لها، إذ يتمكَّن أحيانا من بيع بعض الشقق في ساعات معدودة بسبب الطلب الكبير: “لست بحاجة إلى مندوبي مبيعات، ففي فرنسا لديَّ مندوبان يقومان بالعمل كاملا، هما إيمانويل ماكرون وجيرارد دارمنان”.

________________________________

المصادر

  1. أردوغان يشن هجوما حادا على ماكرون ويشكك في قواه العقلية
  2. Que pèse vraiment la Turquie dans l’islam de France ?
  3. المصدر السابق.
  4. Millî Görüs: le gouvernement amorce un «tournant» vis-à-vis de l’islam turc
  5. 5- Mosquée de Strasbourg : Gérald Darmanin accuse la mairie de “financer l’ingérence étrangère en France”
  6. France: Sous pression, l’association Milli Görüs, renonce à la subvention pour sa mosquée de Strasbourg
  7. France : Les associations turques rejettent les accusations et appellent à la sérénité
  8. Comment la Turquie courtise les Français musulmans
  9. المصدر السابق.
  10. Ces musulmans de France qui font leur hijra pour une meilleure liberté religieuse
  11. المصدر السابق.
  12. L’islamophobie en France : le déni d’un phénomène bien réel
  13. L’islamophobie est-elle punie par la loi ?


البحث عن قبلة جديدة.. كيف أصبحت تركيا الوجهة المفضلة لمسلمي فرنسا؟
أقراء أيضا
افضل 40 تطبيق أندرويد مجانا بأداء خرافي

المصدر : منتوف ومواقع انترنت 👇البحث عن قبلة جديدة.. كيف أصبحت تركيا الوجهة المفضلة لمسلمي فرنسا؟
[ad_1]
البحث عن قبلة جديدة.. كيف أصبحت تركيا الوجهة المفضلة لمسلمي فرنسا؟