كتبت: علا نافع

عشقـــت عــــلا لطـفـى تربيــة الكلاب والاهتمام بها فكانت شغلها الشاغل على مدار أكثر من

التبنى وتعقيم كلاب الشوارع من بين أنشطة الكافيه

يمتاز الكافيه باحتوائه على ركن خاص يقدم وجبات صحية للكلاب سواء كانت طازجة أو مجففة بحسب أعمارها ووضعها الطبى، فضلًا عن كافة مستلزماتها من أكسسوارات وشامبوهات بأسعار تتناسب مع كل الطبقات الاجتماعية، ما يجعله المكان الأمثل للكلاب، خاصة أن الكافيه يتعاون مع جمعيات إنقاذ الحيوان لمساعدة كلاب الشوارع وتعقيمها، إضافة إلى تسليط الضوء على الحالات الحرجة، مما يسهل عملية التبنى من قبل الجمهور.

على إحدى طاولات الكافيه تجلس علا محتضنة كلبها المدلل «ميلو» بين يديها، تتابع العمل داخل مقهاها عن كثب، وتصدر أوامرها ونصائحها بين الحين والآخر للعاملين، تستقبل زبائنها بابتسامة ودودة لا تفارق شفاهها وتقدم على احتضان كلابهم ومداعبتها، فـ«البيت بيتهم» على حد قولها، وتبدأ فى شرح قائمة الأطعمة المجففة للكلاب لتسهيل الاختيار، ناهيك عن تقديم الألعاب المحببة لها.

ولم تنس علا الاهتمام بزوارها من البشر، إذ خصصت مطعمًا كاملًا يقدم لهم كافة أنواع الأطعمة والمشروبات فضلًا عن مطعم آخر للكلاب وذلك لمنع انتشار الأمراض والعدوى المزعجة، كما توفر مساحة آمنة للحيوانات كى تتحرك دون أى إزعاج أو تأثير على الحيوانات الأخرى.

إقرأ أيضًا

مخاطر السماح للحيوانات الأليفة بالنوم على فراش أسرتنا

وتقول علا: أعشق تربية الكلاب منذ نعومة أظفارى رغم تعليمات أمى الصارمة والتى حرمتنى من اصطحابها داخل المنزل، ما جعلنى أطبخ طعامًا خاصًا لكلاب الشارع وأقدمه لها بالإضافة إلى العناية الطبية، ويومًا تلو الآخر نما بداخلى حب الحيوانات حتى بعد عملى فى واحدة من كبرى الشركات العالمية فواظبت على الاهتمام بها والمشاركة فى جروبات تبنى الكلاب على «فيسبوك»، مشيرة إلى أن عمل نجلها فى مجال تغذية الكلاب واستيراد أطعمتها شجعها على افتتاح هذا الكافيه.

وتوضح: عرضت فكرة إنشاء مقهى للكلاب والبشر على صديقى المهندس حسام، الذى قابلها بسعادة وترحيب خاصة بعد حصولى على دبلومة تغذية الحيوانات، وبدأنا فى تنفيذها على مدار عام كامل بسبب الصعوبات التى واجهتنا مثل تشجير المقهى رغم مساحته الصغيرة فضلًا عن المحافظة على الرائحة الجيدة للمكان على مدار اليوم كله، والأهم توفير مكان مريح للكلاب دون أن تشعر بالخوف أو الملل.

وتتابع: المقهى يختلف عن باقى كافيهات الكلاب، فأرضيته ليست مصنوعة من السيراميك العادى، بل جرى تصميمها خصيصًا بشكل هندسى لتمتص الروائح والسوائل، بالإضافة إلى وضع حوامل حديدية فى كافة أرجاء الكافيه لربط الكلاب بشكل آلى وبسهولة، مؤكدة أن الكلاب نجحت فى خلق تواصل بين الزوار وامتدت إلى الصداقة العميقة.

يقدم أطعمة صحية وشوكولاتة مصنوعة من اللحوم المجففة

أما المهندس حسام فيقول: يبدأ عمل الكافيه من الساعة العاشرة صباحًا حتى الثانية عشرة مساءً، ولا يتوقف عن استقبال الزبائن وحيواناتهم خاصة فى العطلات الرسمية ونهاية الأسبوع، ويهتم الكافيه بتقديم وجبات صحية للكلاب بحسب أعمارها وأوزانها إذ نقدم شوكولاتة مصنوعة من اللحوم المجففة، وكوكيز من البطاطس والخضراوات المهروسة الآمنة على صحتها، وأطعمة ممزوجة بالفيتامينات المختلفة، وأغلبها تم صنعه بنسب مدروسة.

ويضيف: لا يتوقف نشاط المقهى عند هذا الحد فهناك ركن خاص لأكسسوارات ومستلزمات الكلاب وكذلك الشامبوهات وأدوات تنظيف الشعر، ما يجعله مركزًا مثاليًا للتسوق إضافة إلى الفيتامينات والمكملات الغذائية المتوفرة بأسعار تتناسب مع كافة الطبقات الاجتماعية، موضحًا أنهم يتمنون انتشار مثل هذه الكافيهات فى كافة أنحاء مصر.

وعن غياب ثقافة الرفق بالحيوان فى مصر يقول: اختلفت تلك النظرة مؤخرًا خاصة مع انتشار جمعيات الاهتمام بالحيوان وجروبات تبنى الكلاب ونقوم حاليًا بالتعاون مع تلك الجمعيات لتسهيل تعقيم كلاب الشوارع وتبنيها، كذلك المستشفيات البيطرية.

ويطالب حسام بالتوعية المستمرة للرفق بالكلاب والابتعاد عن قتلها بكافة الأشكال سواء من حيث قنوات الإعلام المختلفة أو الحملات التوعوية على منصات التواصل الاجتماعى، مؤكدًا أن بعض الآراء الدينية أشارت إلى عدم نجاستهم.

إقرأ أيضًا

ب٢٠ دولار.. تناول القهوة مع البومة المفضلة لك