أول رئيس ديمقراطي لأميركا.. طرد وأباد السكان الأصليين WWW.MANTOWF.COM

أول رئيس ديمقراطي لأميركا.. طرد وأباد السكان الأصليين WWW.MANTOWF.COM

01/03/2021 0 By mantowf team

[ad_1]

مطلع ثلاثينيات القرن التاسع عشر، تواجد ما لا يقل عن 125 ألفا من السكان الأصليين على أراضي مناطق ما يعرف حاليا بولايات فلوريدا وكارولاينا الشمالية وجورجيا وألاباما وتنيسي. إلى ذلك، مثلت هذه الأراضي الموطن الأصلي لهؤلاء السكان الذين عاشوا بها وتوارثوها عبر أجيال.

ومع نهاية العقد الرابع من القرن التاسع عشر، سجّل عدد السكان الأصليين بهذه المناطق تراجعا كبيرا حيث ظلّ عدد قليل منهم متواجدا بالجنوب الشرقي للولايات المتحدة الأميركية عقب قدوم العديد من المزارعين البيض لاستغلال هذه الأراضي في زراعة القطن وتحقيق الأرباح.

القبائل الخمس المتحضرة

منذ نهاية حرب الاستقلال، عبّر الأميركيون البيض الذين أقاموا قرب الحدود الغربية عن قلقهم وخوفهم من السكان الأصليين. فخلال تلك الفترة، وصف البيض السكان الأصليين بغير المتحضرين والبدائيين كما حبّذوا طردهم والاستيلاء على أراضيهم للتوسع غربا وإنشاء مدن جديدة بالمنطقة.

إلى ذلك، رفض عدد كبير من الأميركيين وعلى رأسهم الرئيس الأول للبلاد جورج واشنطن فكرة طرد السكان الأصليين من أراضيهم. وبدلا من ذلك، اقترح واشنطن القيام بمهمة، لقّبها بالحضارية، لتغيير نمط عيش السكان الأصليين ودمجهم بالمجتمع الأميركي عن طريق تعليمهم اللغة الإنجليزية وإقناعهم بضرورة الالتحاق بالدين المسيحي اعتمادا على حملات تبشيرية وإدخال مفاهيم جديدة على ثقافتهم كالملكية الفردية للأراضي.

وبالجنوب الشرقي للولايات المتحدة الأميركية، قبل عدد كبير من السكان الأصليين بهذه التغييرات للانصهار بالمجتمع الأميركي. وبفضل ذلك، لقّبت قبائل تشوكتاو (Choctaw) وتشيكاساو (Chickasaw) وسيمينول (Seminole) وكريك (Creek) وشيروكي (Cherokee) بالقبائل الخمس المتحضرة.

فوز أندرو جاكسون

في الأثناء، عاشت هذه القبائل الخمس المتحضرة منذ قرون عديدة على أراضي ولايات فلوريدا وكارولاينا الشمالية وجورجيا وألاباما وتنيسي الحالية. وخلال عشرينيات القرن التاسع عشر، توافد عدد هام من الأميركيين البيض نحو هذه الأراضي للاستقرار بها واستغلال بيئتها الجيدة وجودة تربتها لزراعة القطن الذي درّ عليهم أرباحا طائلة.

ومع رغبتهم في التوسع على كامل أرجاء هذه المناطق الواقعة بالجنوب الشرقي للبلاد، تضايق الأميركيون البيض من تواجد السكان الأصليين فلجأوا لممارسة العنف ضدهم، كمهاجمة ممتلكاتهم وإحراق منازلهم، أملا في إقناعهم بترك المنطقة والرحيل.

ومع فوز أندرو جاكسون (Andrew Jackson)، مؤسس الحزب الديمقراطي، بالانتخابات الرئاسية لعام 1828 وحصوله على منصب الرئيس السابع بتاريخ البلاد، انضمت الحكومة الأميركية للبيض لمؤازرتهم بمهمة طرد السكان الأصليين والاستيلاء على أراضيهم.

وفاة الآلاف من السكان الأصليين

وقد مثّل الرئيس الديمقراطي أندرو جاكسون أحد أبرز مؤيدي فكرة طرد السكان الأصليين. فخلال السنوات السابقة، قاد الأخير، أثناء خدمته كجنرال بالجيش، العديد من الحملات العسكرية الدامية ضد هذه القبائل بالجنوب الشرقي. ومع استلامه لمهامه كرئيس للبلاد، عقد جاكسون العزم على مواصلة ما بدأه.

سنة 1830، وقّع أندرو جاكسون على قانون طرد الهنود. وبموجب ذلك، حصلت الحكومة الفدرالية على حق طرد السكان الأصليين من أراضيهم، التي عاشوا عليها منذ أجيال، الواقعة شرقي المسيسيبي وتعويضهم بقطع أراض أخرى بمناطق نائية غربي البلاد تقع أغلبها بولاية أوكلاهوما الحالية.

وخوفا من تدخل الجيش الأميركي، بأمر من جاكسون، باشرت قبائل تشوكتاو بمغادرة أراضيها نحو الغرب خلال شتاء 1831 لتكون بذلك أول المهجّرين. وقد غادرت هذه القبيلة أراضيها مشيا على الأقدام لمسافات طويلة دون الحصول على كميات كافية من الغذاء والماء وهو ما أدى لاحقا لوفاة الآلاف جوعا وعطشا على الطريق.

أثناء فترة رئاسة أندرو جاكسون التي استمرت ما بين عامي 1829 و1837 عقب فوزه بولايتين، تواصلت عملية تهجير السكان الأصليين ضمن ما عرف بمسيرة الدموع. فسنة 1836، طرد 15 ألفا من قبيلة كريك نحو الغرب وتوفي منهم 3500 فردا بالطريق. وبالنسبة لقبيلة شيروكي، فقد انقسم الأهالي لشقين فضّل أولهما الرحيل بينما اختار الثاني البقاء والدفاع عن أرضه.

مع بداية فترته الرئاسية عام 1838، لم يتردد الرئيس الديمقراطي، والثامن بتاريخ البلاد، مارتن فان بيورين (Martin Van Buren) في إرسال آلاف الجنود لطرد ما تبقى من قبيلة شيروكي التي رحل أفرادها سيرا على الأقدام لمسافة 1200 ميل مما أدى لوفاة 5 آلاف منهم بسبب الأمراض والظروف القاسية.

سنة 1840، قدّر عدد الذين أجبروا على الرحيل ضمن مسيرة الدموع بعشرات الآلاف حيث تنقّل جل هؤلاء لآلاف الأميال ليستقروا غرب الميسيسبي ضمن ما سمي بأرض الهنود. وعلى حسب العديد من المصادر، قدّر عدد الذين توفوا أثناء عمليات التهجير بأكثر من 15 ألفا.

[ad_2]

Source link