أعلنت وزارة الدفاع البريطانية اليوم الجمعة، عن إرسالها عسكريين إلى حدود بولندا مع بيلاروسيا بطلب من سلطات وارسو، وذلك على خلفية أزمة المهاجرين المتصاعدة هناك.

وقالت الوزارة البريطانية في بيان على موقعها الرسمي في تويتر إن “فريقا صغيرا من العسكريين البريطانيين انتشر، بموجب اتفاق مبرم مع الحكومة البولندية، بغية دراسة إمكانية تقديم الدعم الهندسي للتعامل مع الوضع الحالي عند حدود بيلاروسيا”.

الاعلان البريطاني جاء بعدما أكد وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشزاك، عبر تويتر في وقت سابق اليوم، أن عسكريين من قوات الهندسة البريطانية ستتعامل مع الجيش البولندي في تثبيت السياج عند الحدود مع بيلاروسيا.

وكانت السلطات البولندية قد نشرت نحو 15 ألف جندي عند الحدود مع جارتها بيلاروسيا لمنع آلاف المهاجرين الذين يحاولون دخول الاتحاد الأوروبي من خلال اجتياز الحدود، وسط تبادل الاتحاد الأوروبي ومينسك اتهامات بافتعال أزمة الهجرة.

وتشهد الحدود البولندية البيلاروسية منذ يوم الاثنين الماضي، تجمع آلاف اللاجئين، وتتهم وارسو السلطات البيلاروسية بدفع هؤلاء نحو الحدود بهدف الضغط على بروكسل بسبب العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على مينسك قبل عدة أشهر.

إيطاليا تؤكد حق بولندا الدفاع عن حدودها

وعلى وقع تطور أزمة المهاجرين على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي، أكدت وزارة الخارجية الإيطالية، أنه لا يوجد في القانون الأوروبي ما يحظر دول الاتحاد من الدفاع عن حدودها، كما تحاول بولندا القيام به على حدودها مع بيلاروسيا.

جاء ذلك على لسان وكيل وزارة الخارجية في الحكومة الإيطالية، بينيديتو ديلا فيدوفا، في تصريحات إذاعية، نقلتها وكالة “آكي” الإيطالية، الجمعة.

وأضاف :”مع ذلك، هذه ليست سياسة أوروبية، إنها سياسة وطنية وأعتقد أنها غير فعالة وخاطئة سياسيا وأخلاقيا”، مشيرا إلى أن “المفوضية الأوروبية أكدت بالأمس أنه لا يوجد تمويل أوروبي لبناء حواجز مادية لحماية الحدود الخارجية للتكتل الموحد”.

كما اعتبر المسؤول الإيطالي أن “المسؤولية الرئيسية تقع على عاتق تجار البشر والحكومة البيلاروسية التي تمنح تأشيرات للوصول إلى مينسك مع وعد بالوصول إلى أوروبا. وبوسع روسيا التدخل في القضية كي يتوقف الرئيس البلاروسي ألكسندر لوكاشينكو عن هذا، مستخدما يأس الرجال والنساء والأطفال كسلاح سياسي ضد الاتحاد الأوروبي”.

تركيا تمنع مواطني دول شرق أوسطية من السفر إلى بيلاروسيا

ودخلت تركيا على خط الأزمة حيث أعلنت الخميس أنه بداية من الجمعة سيتم منع سفر مواطني العراق وسوريا واليمن إلى بيلاروسيا وهي الدول التي يشكل المهاجرين الغالبية العظمى من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الاتحاد الاوروبي عبر بيلاروسيا.

وقالت السلطات التركية إنه اعتبار من اليوم الجمعة، سيمنع سفر مواطني العراق وسوريا واليمن على الرحلات الجوية المتجهة من تركيا إلى بيلاروسيا،  باستثناء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية أو الحاصلين على إقامة دائمة في بيلاروسيا.

في هذا السياق، أصدرت الخطوط الجوية البيلاروسية “طيران بيلافيا” اليوم، قرارا يؤكد التزامها بالإجراء التركي، مشيرة إلى أنه يمكن لركاب “بيلافيا” الخاضعين لهذا الحظر استرداد ثمن التذكرة بالكامل دون خصم في مكان الشراء.

وكان رئيس الوزراء البولندي ماتيور موراويكي طالب الأربعاء، بضرورة وقف الرحلات الجوية من الشرق الأوسط إلى بيلاروسيا، للحد من تدفق المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبي.

وقال موراويكي “يجب أن نتطلع إلى منع الرحلات الجوية من الشرق الأوسط إلى بيلاروسيا”، ووصف ما تفعله بيلاروسيا بـ”إرهاب الدولة”.

إلى ذلك، أفادت تقارير أوروبية خلال الأيام الماضية عن وضع مزري يعاني منه اللاجئون على الحدود البيلاروسية البولندية مع تدني درجات الحرارة إلى مادون الصفر، في وقت اتهمت بعض التقارير قيام السلطات البيلاروسية بدفع آلاف اللاجئين نحو الحدود البولندية في محاولة جديدة للضغط على بروكسل.

وتم توثيق وفاة 9 لاجئين على الحدود البيلاروسية خلال الشهرين الماضيين، في حين يقول بعض الناشطين في حقوق الإنسان إن العدد يقد يصل للعشرات لاسيما أن الكثير منهم انقطع الاتصال معهم في غابات شائعة وغير معروف مصيرهم لغاية الآن.

جدير بالذكر أن غالبية المهاجرين الذين يسلكون هذا الطريق والذي بات يوصف بـ” طريق الموت” ينحدرون من دول في الشرق الأوسط التي تعاني من حروب وأزمات، وتكون وجهتهم الرئيسية ألمانيا أو هولندا وكذلك النمسا والدول الاسكندنافية.