اكتشاف أكبر مجرة راديوية على الإطلاق

المجرات الراديوية العملاقة مثل ألسيونيس هي لغز آخر لا يزال يتعين علينا حله، وتحتوي هذه المجرة الضخمة، والعديد من مثلها، على مجرة مضيفة، بالإضافة إلى نفاثات وفصوص ضخمة تندلع من مركز المجرة، ويعتقد العلماء أن هذه النفاثات والفصوص هي نتيجة ثانوية لثقب أسود فائق الكتلة نشط في مركز المجرة، وعلى هذا النحو، فإن هذه المجرات الضخمة هي من أكثر المجرات إثارة للاهتمام التي اكتشفناها في الفضاء.

على الرغم من حجم ألسيونيس، فإن نوع فصوص الراديو التي يصدرها طبيعي جداً، وفي الواقع، تحتوي مجرتنا على مجموعتها الخاصة من فصوص الراديو، لكن الشيء الأكثر غموضاً في المجرات مثل ألسيونيس هو كيف تنمو بشكل كبير جداً، ونظراً لأن ألسيونيس هي أكبر مجرة معروفة اكتشفناها حتى الآن، فإنها تستمر في تسليط الضوء على مدى ضآلة ما نعرفه عن العالم السماوي من حولنا.

– زيادة فهمنا للمجرات الراديوية:

قام فريق من الباحثين بإعداد ورقة بحثية مخصصة لهذه المسألة، وسينشر الباحثون الورقة البحثية في مجلة “علم الفلك والفيزياء الفلكية” قريباً، وفي البحث، يقول عالم الفلك مارتين أوي، أن ألسيونيس يمكن أن تساعدنا في فهم المجرات الراديوية ككل بشكل أفضل.

ويقول أوي في طبعة أولية للورقة: “إذا كانت هناك خصائص مجرات مضيفة تمثل سبباً مهماً لنمو المجرات الراديوية العملاقة، فمن المحتمل أن تمتلكها مضيفات أكبر في المجرات الراديوية العملاقة”.

كان فريق البحث يبحث عن القيم المتطرفة في البيانات التي جمعتها مصفوفة التردد المنخفض “لوفار” في أوروبا عندما اكتشفوا أكبر مجرة معروفة حتى الآن، وأثناء دراستهم، قاموا بإزالة مصادر الراديو المدمجة من الصور، وهذا ساعد في الكشف عن فصوص الراديو وتصحيح أي تشوهات بصرية، ويقول الباحثون أن النتيجة هي البحث الأكثر حساسية الذي قاموا بتجميعه على الإطلاق عن فصوص المجرات الراديوية، وهي أيضاً الطريقة التي عثروا بها على ألسيونيس.

وبعد الاكتشاف الأولي، واصل الباحثون معالجة البيانات المحيطة بمجرة ألسيونيس، كمحاولة لفهم المجرة المضيفة بشكل أفضل وكيف تصبح المجرات الراديوية بهذا الشكل، والمعلومات الأخرى التي تم تحديدها أثناء الدراسة تشمل كتلة المجرة، ووفقاً للدراسة، فإن أكبر مجرة معروفة محاطة بشبكة كونية تزيد كتلتها عن 240 مليار ضعف كتلة الشمس، وبالإضافة إلى ذلك، يعتقدون أن الثقب الأسود الهائل في المركز تبلغ كتلته 400 مليون ضعف كتلة الشمس.

ومع ذلك، فإن العثور على أكبر مجرة معروفة في الكون قد أدى فقط إلى طرح المزيد من الأسئلة على الطاولة: كيف تتشكل هذه المجرات؟ هل توجد مجرات أكبر هناك؟ وكم ستنمو ألسيونيس في السنوات القادمة؟

المصدر: BGR