إيزيس حولتني لأنثى – Raseef22

إيزيس حولتني لأنثى – Raseef22

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on pinterest
Share on email
Share on whatsapp

إيزيس حولتني لأنثى – Raseef22

🦋إيزيس حولتني لأنثى – Raseef22
#إيزيس #حولتني #لأنثى #Raseef22 #منتوف #MANTOWF
[ad_2]

 العادي

غرفة

سوداء،

وضيقة،

وعالم، كخيوط ضوء الشمعة

منير

وواسع،

وأنا…

يقظ/ نائم

على سريري/ عرشي

كـ”كنز الإله المخفي/ مادة الكون المظلمة”

تجلت إيزيس

وحولتني لأنثى

ربما لبضعة ساعات، وربما لبضعة أيام.

كان شعوراً مرتبكاً، أن تضيع طاقتك الذكورية، بالمعنى النوعي، وتجتاحني كرجل طاقة أنثى في جسدي كله. لحظة مكثفة اكتنزت الكثير من المشاعر المتناقضة.

نشوة وفوبيا.

كانت إحدى اللحظات التي يمكن لمثقف مطلع على مصطلحات الطب النفسي أن يسميها “هلوسة”، بسبب عنصر مهلوس نشط “سايكو آكتيف” في حبات جوزة الطيب التي تناولتها.

يحكي جوزيف كامبل في كتاب “سبل النعيم”، عن سحرة العالم القديم، وبقاياهم من شامانات المناطق الباردة، أنهم يحملون ملامح نفسية معينة، يعرف الساحر منهم نفسه عندما يستمع لصوت ما غامض، يناديه، لن يعرفه إلا من يسمعه.

صوت مرعب في هيئته ومعناه، ولكنه لن يتركك أبداً، حتى تستجيب.

صوت يعني أنهم لن يشاركوا في أنشطة القبيلة، الصيد والحروب وتكوين الأسر، عليهم أن يسلكوا دروباً عسرة، في نشاطات انطوائية منزوعة الإغواء والإغراء لطاقاتهم الشابة.

ذكرني هذا “الصوت الغامض” بحكايات “النداهة” في قريتي التي نشأت فيها، صوت مغوٍ، يُذهب العقل، يجعلك تترك حقلك وعائلتك، وتتبعه، أو بالأحرى تتبع حتفك.

إذا كنت رجلاً فعليك أن تختبر نفسك كامرأة، وإن كنتِ امرأة فعليكِ أن تعيشي طاقة الرجل

إحدى طقوس التكوين لأن تكون ساحراً هو أن تجرب طاقة النوع الآخر، بحسب جوزيف كامبل، إذا كنت رجلاً فعليك أن تختبر نفسك كامرأة، وإن كنت امرأة فعليكِ أن تعيشي طاقة الرجل، ليس ليوم أو أسبوع أو شهر، بل لسنوات.

جسد الساحر والساحرة عابر للأنواع،

لا فرق بين رجل وامرأة إلا بالتجلي.

أذكر أني أغلقت الكتاب، وأنا متأثر بالدخان الأزرق وموسيقاي الخاصة بطقوسي التأملية، وشردت في هذا العالم، عالم ما قبل الحضارات الذكورية، ما قبل رجال الدين.

الكثير من التفاصيل المغوية للتخيل قرأتها في الكتاب، والكثير من الموسيقى المحفزة للخلايا العصبية أن تنفلت من واقعنا، والقليل من حبيبات جوزة الطيب.

ولكن أن تتخيل شيء، وأن تعيش خيالك، تلمسه، تشمه، تتذوقه بالتأكيد شيء آخر.

يمكن أن أردّد لنفسي بضمير مرتاح، أو “أغني للصبح”، كما نقول بالعامية المصرية، أني مناصر متعصب ليس فقط للتيار النسوي، ولكن لسيطرة طاقة الأنثى، الحب والولادة والحميمية، ضد التجلّي المفرط للطاقة الذكورية، التي طورت النزاعات الدموية للحروب وأكل لحم البشر، إلى طاقات العمل والنجاح المهني والتحقق الاجتماعي.

كل تلك المشاعر تبددت، واستحال مكانها خوف ذكوري عميق، من أن أكون امرأة، في اللحظة التي تجلَّت فيها إيزيس، وغيرت ذبذبات جسدي بما يشبه أمواج البحر.

غطّتني، وغيّرتني.

غريبة، وساحرة، ومرعبة أحياناً حركة اللاوعي، كأنها تسير في دوائر عكسية للوعي، الوعي يقوم على السيطرة الكاملة أو شبه الكاملة على الأفكار والمشاعر، وتوجيهها، أما اللاوعي فيستيقظ عندما تختفي السيطرة الواعية بشكل كامل أو شبه كامل.

في البداية قاومت أمواج طاقة إيزيس، خفت من أنوثتي الكامنة، ألا أستطيع أن أتوب لطاقتي الذكورية، في ومضة تذكرت المنشورات، والمقالات التي تحكي عن الترانس جندر، والمثليين، شعرت في خضم لخبطة هلوساتي بالذعر الذي أحسوا به، بالوصمة الأبدية التي تلاحقهم في أعماق إحساسهم بذواتهم.

أنا عربي أسكن على أطراف حضارة غربية، غازية، وذكورية.

لست شاماناً يا إيزيس أعيش بين قبيلة بدائية، أنا عربي أسكن على أطراف حضارة غربية، غازية، وذكورية.

لغتي مذكرة، إلهي ذكر، آدم هو الجسد الذي حبل بحواء وأنجبها من ضلعه، رجال الدين كلهم ذكور، حتى النساء الناجحات اللاتي يدبرن أمور منازلهن، ومؤسساتهن ذكور، يقاومن مشاعر الحب، ويكبتن رعشات الجسد، ويتخلين عن الولادة، والأمومة من أجل النجاح والمكانة والاعتراف بأنهن تماماً مثل الذكور.

أو كما تقول أغنية بينك فلويد: ” Sell your soul for complete control”

ولكني تذكرت أيضاً كل تلك المشاعر الجميلة والساحرة، بنات عدم السيطرة الواعية.

هل أقاوم وأسيطر، أم أستسلم لطاقات الحب المنبعثة من الأصوات الغامضة، وإيزيس، تلك الدائرة المضيئة المتحركة بعنفوان أمام سريري/ عرشي؟

قرأت لميشيل لوكروا في كتاب “عبادة المشاعر”: “الرغبة في السيطرة تقتل المشاعر الرقيقة”، وأن الثورة الإلكترونية خطر على الإحساس، إذ لا يمكننا الاستمتاع بالأشياء إذا رغبنا في امتلاكها.

ولكن عندما نتخذ وضعية إنصات “بسلبية حكيمة”، كما يقول الشاعر ووردزوورث، فإننا نمكّن الأشياء والكائنات بأن تكون هي ذاتها.

وأعجبني تعليق في الكتاب عما يميز التجربة الباطنية من شبيهاتها، بأنها “ظاهرة من نوع نفسي، حالات الوعي التي تدخل في تشكيلها هي ذاتية بالكامل، أما في الحياة الروحانية فحالات الوعي هي مرتبطة بالقيم، والحقائق الخالدة، والعالمية، التي تحرر الشخص من خصوصية شخصيته”.

ولكن لا ننسى أن الكتاب “عبادة المشاعر” هو مرثية لعقلانية القرن التاسع عشر، التي بلغت ذروتها في جملة ديكارت: “أنا أفكر إذاً أنا موجود”، ومحذراً من انحدار الوعي الإنساني الذي بات عبداً للعواطف الحادة والجامعة، ومشاعر التحول أو الترانس.

لغتي مذكرة، إلهي ذكر، آدم هو الجسد الذي حبل بحواء وأنجبها من ذراعه، رجال الدين كلهم ذكور، حتى النساء الناجحات يقاومن مشاعر الحب، ويكبتن رعشات الجسد، من أجل الاعتراف بأنهن تماماً مثل الذكور… مجاز رصيف22

كثيرة هي الكتابات العربية الحديثة التي تستلهم الصوفية والروحانيات الشرقية ما قبل الإبراهيمية، خاصة تلك التي تستثمرها في نصوص إبداعية، أو تستلهمها في تشكيل وعي جمالي.

من أبرز الكتب التي قرأتها في هذا السياق، “الصوفية والسوريالية” لأدونيس، كتب: “في لحظة ما، يشعر الإنسان أنه في حاجة إلى من يتحدث معه خارج الكتب، وخارج العقل، وخارج العلم، مع شجرة أو حجر أو جبل أو نهر”.

“في حاجة إلى الاتحاد مع موجة، أكثر مما هو في حاجة إلى الكلام مع إنسان آخر”.

لحظة الحب هي “المناخ الأساسي الذي تتلاقى فيه الصوفية والسوريالية”.

ولكن أدونيس، تماماً مثل معظم من كتب في هذا المجال، ليس “شيخ طريقة” أو ممارس لطقس سحري أو صوفي، كذلك فراس سواح، خزعل الماجدي، أبكار السقاف، وغيرهم/ن.

أن تكتب عن تلك المشاعر شيء، وأن تشمها، تلمسها، تتذوقها، ترتعش بها شيء آخر.

أن تكتب عن تلك المشاعر شيء، وأن تشمها، تلمسها، تتذوقها، ترتعش بها، شيء آخر.

ملأى هي دفاترنا بكلمات/ أبيات الحب والروحانية وصراخ الإنسانية الموجوعة، وغنية هي يومياتنا بالسلطة، والذكورية، والبراغماتية، بروح الغازي المعتدي مع زملائنا وأصدقائنا وأحبابنا… نحن المثقفين/ ات، النشطاء، المقاومين/ ات لإسرائيل، الشعراء، الروائيين/ ات، الصحفيين/ ات، المعارضين/ ات، النسويين/ ات.

وداعاً أيتها الحضارة الذكورية الدينية البائسة.

استسلمت لإيزيس.

قمت من عرشي/ سريري، وفتحت دولابي، كانت هناك ملابس نسائية لإحدى صديقاتي، تركتها، تحسباً من مشاكل مستقبلية في بيت عائلتها، قررت أن يكون بيتي مقاماً مؤقتاً لها في مثل تلك الظروف.

لطالما فتنتني ملابسها، ولطالما أحببت أن ألامس جسدها أكثر وهو يرتعش تحت أزيائها.

ارتديتها… وتمشيت في المنزل بها، أنا الآن امرأة.

نظرت لنفسي في المرآة، ورقصت، وتخيلت، ثم عدت بطاقتي الأنثوية الكاملة، وعلى جسدي العاري أزياء صديقتي الرائعة، وفي غمرة هلوسات حبيبات جوزة الطيب، أشعلت شمعة وأغمضت عيوني، وفتحت أذني على موسيقاي.

ساعدتني جوزة الطيب على التخلص نهائياً من السكر، لم أكن لأستسيغ شراباً بدون سمّه، منذ أن كانت أمي تضعه لي في “المهلبية” و”الزبادي” حتى يساعدني على الأكل وأنا طفل.

مذاق المعالق الست من حبيبات جوزة الطيب، شديدة المرارة في الفم، كشفت أمام لساني كل تلك النكهات الطبيعية، للشاي والقهوة والكاكاو والزنجبيل، وحببتني في المذاق “المِزز” اللاذع لليمون والبرتقال البلدي.

وساعدني تأثيرها النفسي على التحرّر من التنميط اللاواعي للكهنة المصريين الأوائل، أو رجال الدين الإبراهيميين الأواخر، لأكتشف احتمالات للقلب والعقل اختبرها السحرة البدائيون، والشامانات، واحتمالات أخرى قد يكتشفها “سحرة” الألفية الجديدة.

طبعاً، توجد تحذيرات طبية حول تأثيرها السمي، وطبعاً عجزتُ عن العثور على ورقة علمية، أو بحثية تتحدث عن هذا الجانب “السحري”، فالعلم والطب النفسي لايزالان يقدسان العقل المسيطر على الأفكار والمشاعر، وتعريف العقل الصحي والجنون المرضي لا يزال سجيناً للأدائية والوظيفية.

مارست التأمل بأزياء صديقتي، وشعرت بجسدي يتغير، وسلمت عيني لهلوسات حُبيبات جوزة الطيب، أنا الآن امرأة، أفكاري مرتبطة ارتباطاً قسرياً برعشات جسدي، وعندما شممت رائحة الكاكاو، خضع عقلي وسجد قلبي لها، ذبذبات إيزيس والهندي الأحمر التي كانت تدخل إلى روحي أولاً، باتت تتسرب من تحت ملابس صديقتي، متخذة شكل الهياج الجنسي الأنثوي.

يقول، الروائي البرازيلي، باولو كويلهو: “أنا امرأة“.

يقول، المعلم الهندي، أوشو: “أنا امرأة، وكل الروحانيين والحكماء نساء حتى لو كانوا في أجساد الذكور”.

قدرتي على التفكير في فكرة صافية مجردة من الصورة، والإحساس، والرعشات الجسدية الأنثوية تضاءلت إلى العدم.

صرخت صديقتي في أذني، صوت غامض، كأنه لـ”ندّاهة” الشامانات، قادم من مكان بعيد، شعرت وشعرها يلتف بوجهي كأني في غابة، أعادت صرختها أكثر من مرة، وهي تمارس معي دور الرجل… مجاز رصيف22

أحسست بالقهر/ رأيت صوراً حيوية لغارة، شنّها جيش مُنظَّم على تجمُّع يشبه تجمُّعات الغجر القديمة في قريتنا، وأنا بلا سلاح، وصديقتي… أين هي؟

أحسست بالخوف/ رأيتني أمام كاهن فرعوني أقف، يخيّرني بين أن أنضم لسلك الكهنوت، وأقبّل قدم الفرعون، وأعود لقبيلتي أعلّمهم فنّ الطاعة، وبركة الخضوع المرتبطة بالأمان، والعمر المديد، ورضا الإله، أو أن أُصلب، وتُعلَّق رقبتي على معبد أقاموه في حيِّنا، لأكون عبرة لمن اعتبر.

شعرت بالأمل/ رأيتُ صديقة/ حبيبة، مثقفة، مستنيرة، واقفة على بوابة مغارة تحت القمر، وحولها فتيات صغيرات، يدها اليسرى مقبضة بحزم، ويدها اليمنى ممسكة بعصا، ينعكس على وجهها وجسدها شبه العاري نار الحطب ونور القمر.

تقول كلاماً مسجوعاً، غامضاً، يشبه صوتها الهامس، عندما قابلتها لأول مرة في بيروت، وهي تتحدث مع صديقتها على سطح منزلها، ولكنها كانت تمسك كأساً من النبيذ الأحمر بيمناها، ويسراها مبسوطة، وأضواء المدينة الساطعة تلامس وجهها، وجسدها شبه العاري.

شعرت بالرغبة ولم أر شيئاً، ناراً تشتعل في جسدي.

قمتُ من عرشي/ سريري، وفتحتُ دولابي، ارتديتُ ملابس نسائية لإحدى صديقاتي، نظرتُ لنفسي في المرآة، ورقصتُ، وتخيلتُ ثم مارستُ التأمّل بطاقتي الأنثوية، وعلى جسدي العاري أزياؤها… مجاز في رصيف22

بعد مرور يومين، جاءت صديقتي “الساحرة الشريرة” كما أسميها، أخبرتها عن إيزيس، ولكني تكتمت أن أقول لها تفاصيل تحوّلي.

ذوّبتُ في شايها حبيبات جوزة الطيب، وشربَت، وبعد أن خرج كنزه من ظلماته إلى نور جسدها، عدنا إلى سريري/ عرشي بين الشموع والبخور وموسيقاي.

قالت لي: “غمض عينيك”.

اجتاحت جسدي بصورة عنيفة ذبذبات إيزيس، وصرخت صديقتي في أذني، صوت غامض، كأنه لـ”ندّاهة” الشامانات، قادم من مكان بعيد، شعرت وشعرها يلتف بوجهي كأني في غابة، أعادت صرختها أكثر من مرة، وهي تمارس معي دور الرجل، مستعينة بأصبعها المدهون بمرطّب.

شعرها على وجهي، وأنفاسها وصرخاتها في أذني، وجسدها على جسدي، وإصبعها…

فتحت عيوني بعد أن انتهينا، وهي تدخن، وملامحها ذكورية، قلت لها: “إنتي راجل”.

“لا، أنا ست، وانت راجل، إحنا كنا بنلعب”.

وضحكنا.

أنظر إلى وجهي الآن في المرآة، وملامح الذكورة والأنوثة تختلط بوجهي، وأقول لنفسي: “هل أصبحت الآن رجلاً وامرأة؟ ما أحلى السحرة البدائيين، وما أوسخ الحضارة الذكورية”.

بحثت بين النشطاء والناشطات خاصة المناصرين/ ات للمرأة، عن كاتب/ة أو باحث/ة يستلهم تلك الحالة البدائية الانطوائية، أن يختبر كل الرجال احتمالات الأنوثة التي فيهم، وتختبر كل النساء احتمالات الذكورة التي فيهن، فلم أجد.

ولكني عثرت مصادفة على كلمات كتبها الشاعر رامبو، واستأنس بها السورياليون كثيراً، بدت لي وكأنها نبوءة: “هؤلاء الشّعراء سيكونون عندما ينتهي استعباد المرأة غير المتناهي، وعندما تحيا هي من أجل ذاتها وبذاتها… ستغدو شاعرة هي أيضاً، ستعثر المرأة على المجهول، هل ستختلف عوالم تفكيرها عن عوالمنا نحن معشر الرجال؟

ستكتشف أشياء عجيبة متعذّرة على السّبر، منفرةً أو عذبة، وسنتلقّاها نحن ونفهمها”.


إيزيس حولتني لأنثى – Raseef22
أقراء أيضا
[ad_2]
افضل 40 تطبيق أندرويد مجانا بأداء خرافي

المصدر : منتوف ومواقع انترنت 👇إيزيس حولتني لأنثى – Raseef22
[ad_1]
إيزيس حولتني لأنثى – Raseef22
[ad_2]
إيزيس حولتني لأنثى – Raseef22